شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

الصحابة رضوان الله عليهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أاتبعوه وافتدوه بأنفسهم ، وكانوا يتطلعون الى صحبته في الدنيا والآخرة ويخشون ان تقصر بهم اعمالهم فلا يكونون معه صلى الله عليه وسلم هكذا احبوه وأحبهم وكانوا هم السابقون ، وكانوا اشداء على  الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا فحل عليهم رضوان الله وبركة رسوله الكريم ..

 بأبي انت وأمي يارسول الله

هذا النبي الكريم.. ذو القدر العظيم صلى الله عليه وسلم

محمد عبده يماني

سبحان من أكرم هذه الأمة وكرمها.. وبعث إليها خاتم الأنبياء والمرسلين.. هذا النبي الكريم.. ذو القدر العظيم.. وقد ختم به رسالات السماء إلى الأرض.. فكان خاتم الأنبياء والمرسلين.. جعله الله سبحانه وتعالى على خلق عظيم وقدر كبير .. وجاءت نصوص القرآن الكريم توضح ذلك وتبين عظيم قدره صلى الله عليه وسلم، ثم جاءت الكتب السماوية السابقة قبل التحريف تبشر بهذا النبي صلى الله عليه وسلم وحددت صفته واسمه قبل تحريفها، وقبل تغييرها، فقد كان صلى الله عليه وسلم هو دعوة إبراهيم وبشارة عيسى وخاتم النبيين وسيد ولد آدم، وصفوة الأنبياء. ومن يتتبع سيرة هذا النبي يحس بأن رعاية الله عز وجل كانت تحفه وتحفظه، وتعلمه وتؤدبه، وتوقره وتأمر العالم كله باحترامه، حتى جاءت الأحاديث تعلمنا بأنه كان نبيا وآدم بين الروح والجسد. قال صلى الله عليه وسلم: "كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد" فهو أو النبيين من حيث التقدير وخاتم النبيين من حيث الوجود. ثم جاءت الروايات توضح وتدل على ما أحاطه الله سبحانه وتعالى به من حفظ، وجعل فيه من بركة وخير ورحمة للعالمين، وله معجزات وخصائص خاصة.
وإذا نظرنا في القرآن الكريم ثم في الحديث الشريف نرى كيف أنه صلى الله عليه وسلم كان بشارة عيسى عليه السلام قال تعالى: {وإذ قال عيسى بن مريم يابني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} .
وقد جاء في الحديث الصحيح، أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى.وقال: أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي.وقال: أنا سيد ولد آدم ولأفخر، آدم ومن بعده تحت لوائي يوم القيامة.ومن خصائصه أن جمع الله في شخصه كمالات الأنبياء، فهو صفوتهم وخلاصتهم، وجمع الله في رسالته جميع الرسالات وجعل شريعته خاتمة الشرائع وجامعة لها، وجعل أتباعه إتباع الأنبياء كلهم، فهم مؤمنون بجميع الأنبياء والمرسلين وما جاءوا به من عند الله. قال تعالى: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون}  . وقال تعالى: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله. وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} .
وقد تولى الله سبحانه وتعالى رعاية المولود الكريم صلى الله عليه وسلم فهيأ له من يرعاه  فتولت أمه حضانته ورعايته حتى السادسه ثم كفله جده حتى الثامنه ثم رعاه وحماه عمه أبو طالب مدة أربعين سنه، فلما مات عمه أبو طالب قام عمه العباس رضي الله عنه بنصره وتأييده، فقد استوثق له من أصحاب بيعه العقبه، ثم آمن به وأتبعه. وفي مجال الحديث عن الإصطفاء والإختيار من الله تعالى لنبيه نود أن نقول إن الله تعالى أحاط كل ذلك الإصطفاء بالتأديب الرباني فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أدبني ربي فأحسن تأديبي، فكان كما وصفه ربه في كتابه وإنك لعلى خلق عظيم، وعندما سئلت السيدة عائشه عن خلقه قالت: كان خلقه القرآن. إن وصف الله تعالى له بأن خلقه عظيم جدير بالإهتمام لأن كلمه (عظيم) من الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم في وصف خلقه تعني شيئا عظيما فلقد حمل النبي صلى الله عليه وسلم من الأخلاق الفاضله والصفات العظيمه والنبيله طيلة حياته منذ طفولته وإلى شبابه ثم بعد بعثته وإلى وفاته ما يحقق هذا الوصف الذي وصفه الله تعالى به: {وإنك لعلى خلق عظيم} فهو صلى الله عليه وسلم جدير بالإتباع وأن يقتدى به، وأن يكون أحب إلى الصحابة وإلى المؤمنين من أنفسهم، لما حباه الله من الفضل والقدر والخلق العظيم.
وقد شهد له أهل مكة بأنه الصادق الأمين عندما قال: أرأيتم لو أخبرتكم إن وراء هذا الوادي خيلا تريد  أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم. ما جربنا عليك كذبا. ولكنهم رغم ذلك أعماهم الكبر والحسد على تصديقه في نبوته، وسخروا منه فقالوا:{ لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم}.
ومما يدل على عظيم خلقه ورفعة مكانته ورجاحة عقله إنهم دعوه ليحضر تأسيس حلف الفضول الذي لم يدعوا إليه إلا شيوخ العشائر ورؤساء القبائل وعقلاء الرجال وهو الحلف الذي أسس لنصرة المظلوم، وهو مع هذا لم يشاركهم فيما كانوا فيه من رذيلة الخمر والميسر وعبادة الأصنام، فلم يسجد لصنم، ولم يشرب الخمر، ولم يقرب  الميسر، ولم يشاركهم في لهوهم وآثامهم.
وقبل البعثة حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء يتحنث الليالي ذوات العدد، أي يتعبد متحنثا متفكرا في خلق السموات والأرض، وكان هذا إرهاصا وتهيئا بإرادة الله وتيسيره وقدره عز وجل لاستقبال الوحي وتحمل العبء الثقيل، وتلقي القرآن العظيم، ولما تم له أربعون ابتدأ الوحي بالرؤيا الصادقة، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح.
وهذه الخلوة في غار حراء، وهذه الرؤى الصادقة أعدته لاستقبال العبء الثقيل والقول العظيم: {إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا} . وبعد ستة أشهر تقريبا في تمام الأربعين من العمر ابتدأ الوحي. 
فلقد جمع صلى الله عليه وسلم جمعا فريدا بين أعلى درجات النشاط العملي للحياة عملا برعي الغنم ثم عملا بالتجاره وأعلى درجات الصفاء الروحي بكثرة تبتله وعبادته ثم بعد ذلك جهادا وبناء في الدعوة إلى دين الله تعالى واجتمع لرسول صلى الله عليه وسلم من خلق التواضع والحياء والإيثار وهو في مركز القياده ما لم يجتمع لأحد فقد كان يعيش زاهدا بزخارف الحياة ولذائذها ويجلس حيث ينتهي به المجلس، ولا يتميز على أحد من الصحابة  في المظهر والملبس، بل ويشاركهم في المهمات والأعمال الشاقة  فلقد شاركهم بحفر الخندق يوم الأحزاب وربما يجمع لهم الحطب لانضاج الطعام في أسفارهم، وكان يوزع عليهم الغنائم، وربما لا يبقي لنفسه منها شيئا، الا ما تدعو إليه الحاجة لأهل أو فقير أو مسكين، أو جهاد في سبيل الله، ولقد مات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونه عند يهودي.
وان من أبرز صفاته صلى الله عليه وسلم أنه كان يصبر على من يسيء إليه لا مذله وضعفا ولكن خلقا وعفوا وتواضعا كريما، وتحقيقا لقوله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم}. ولقد حافظ رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الأخلاق المثاليه حتى في أشد الظروف حين أخرج من بلده وتآمر عليه القوم ليقتلوه يوم الهجرة فقد رد عليهم ماكان عنده من الأمانات، ولو أخذها في مثل تلك الظروف لوجدت له الكثير من المبررات لكنه لم يفعل ما يخالف ما أدبه الله به، وقد استبقى سيدنا عليا رضي الله عنه ليرد الأمانات الى اصحابها، وبقي ثلاث ليال بأيامها حتى رد ماكان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمانات، وكان صلى الله عليه وسلم مطمئنا على سلامة سيدنا علي بحفظ الله له، وقد طمأنه فقال له: "لن يصلوا إليك"..
وكان له صلى الله عليه وسلم كرامات وبركات في أيامه وغزواته، فكان المسلمون إذا تعرضوا لجوع -كما حصل في تبوك- استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في نحر إبلهم، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بفضل أزوادهم، فدعا لهم بالبركة، فأكلوا حتى أكتفوا، وكانوا ألوفا مؤلفة، فقال أشهد إني عبد الله. وإذا أصابهم ظمأ – كما في غزوة الحديبية – قالوا يا رسول الله: ما عندنا ماء إلا ما في ركوبك، فقال: ائتوني بها، فوضع الماء في إناء، ووضع يده فيه، فصار الماء يفور، فشربوا وتوضئوا وأغتسسلوا وسقوا دوابهم.. الخ. وسئل أنس كم عددكم ؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا.. كنا ألفا وخمسمائة.
وإن أهل  العلم لا يختلفون في وجوب محبة هذا النبي صلى  الله عليه وسلم، والإهتمام بسيرته ومعرفة شمائله وخصائصه ومعجزاته، ومعرفة عظيم قدره عند ربه، ووجوب توقيره وتعظيمه في قلوب أحبابه، فقد أحاطه الله عز وجل بعنايته ورعايته منذ ولادته حتى بعثته ووفاته، وقد أخذ الله سبحانه ميثاق النبيين جميعا من قبل أن أدركوا محمدا ليؤمنن به ولينصرنه كما جاء بنص القرآن الكريم: {واذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة. ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم، لتأمنن به ولتنصرنه} وكل نبي أخذ العهد على أمته إن أدركوا محمدا ليأمنن به ولينصرنه.
وبهذا ندرك أن الله عز وجل، قدر ان يكون محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء الى عباده، ورحمته الى جميع خلقه، وأن يبلغ في منازل التكريم والتعظيم والتفضيل مالم يبلغه أحد من الأنس أو الجن أو الملائكة المقربين، وإن تكون أمته خير الأمم على الإطلاق في طهارة قلوبها، وصدق إيمانها، وعظيم  تضحيتها وجهادها في سبيل الله، وقد قضى الله سبحانه أنه سيكون من ذرية إبراهيم وولد اسماعيل عليهما الصلاة والسلام وأنه سيولد في بلده الأمين، وحول بيته المبارك العظيم، ومن آبائه الطاهرين، في قوم أميين، وفي أمة وثنية يعبد كثير منها الأصنام والأوثان والكواكب والشياطين، وأن قومه سيخرجونه إلى أرض غير أرضه، وقوم غير قومه، وإن هجرته ستكون إلى يثرب حيث الأوس والخزرج وقبائل اليهود من بني قريظة وبني النضير وبني قينقاع وغيرهم من  أعراب، وأنه سيلقى في المدينة رجالا صادقين ينصرونه ويظهر الله بهم وباخوانهم المهاجرين دينه حتى يدخل الناس في دين الله أفواجا ليحيى من حيى عن بينة ويهلك من هلك عن بينة.
هكذا قضت إرادة الله سبحانه وقدرت حكمته وتدبيره أن يكون محمد صلى  الله عليه وسلم خاتم النبيين وسيد المرسلين أجمعين تتطلع إلى بعثته الأنبياء، وتترقب ظهوره الأمم والجماعات وحملة الرسالات، وتبشر بظهوره الآيات البينات في التوراة والإنجيل، وفيما سواهما من الصحف الأخرى.
ولقد آذن الله أنبيائه بهذا النبي الكريم، والرسول العظيم، وأخذ الميثاق عليهم – كما ذكرنا – وأخذوا هم  العهد على أممهم أن أدركوا محمدا أن يؤمنوا به وينصروه قبل أن يبعثه بآلاف السنين ومئات الأعوام: {واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتاب وحكمة. ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه. قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم أصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين} 
لقد كانت الدنيا كلها والكون كله والناس أجمعون على ميعاد مع هذا النبي الكريم ينتظرونه ليخرجهم من الظلمات إلى النور، بأمر الله وقدره، فمن خصائصه أنه دعوة أبيه إبراهيم. قال تعالى على لسان إبراهيم: {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم أنك أنت العزيز الحكيم}. وبشارة عيسى. قال تعالى على لسان عيسى: {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد}، وانه من نسل ولده اسماعيل، وإنه انتقل في الأصلاب  الطاهرة، لم يصبه من سفاح الجاهلية شيء، فقد روى ابن سعد، وابن أبي شيبة عن محمد بن علي بن الحسين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "انما خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم لم يصبني من سفاح أهل الجاهلية شيء"، وأخرج البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلبم قال: "بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتى كنت من القرن الذي كنت فيه"وأخرج مسلم عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان الله اصطفى من ولد إبراهيم اسماعليل واصطفى من ولد اسماعيل  بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بنى هاشم، واصطفاني من بني هاشم" 
وأخرج احمد والبزار والطبراني والحاكم والبيهقي عن العرباض بن سارية ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد }.
وقال صلى الله عليه وسلم:: "اني عند الله خاتم النبيين، وان آدم لمجندل في طينته، وسأخبركم بأول أمري: أنا دعوة إبراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني وقد خرج منها نور ساطع أضاءت منه قصور الشام"  
ومما أكرم الله به مرضعته حليمة ماروته كتب السيرة من نشاط أتانها حين حملته عائدة الى ديار قومها بني سعد، حتى تعجبت صاحباتها من ذلك، وتعجبت هي كذلك، كما تعجب زوجها مما حل بهم من البركة والخير الكثير.
قالت حليمة: فأخذته، فجئت به رحلي، فأقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن، فشرب حتى روي، وشرب أخوه حتى روي، وقام صاحبي إلى شارف فإذا إنها لحافل، فحلب ما شرب، و شربت حتى روينا وبتنا بخير ليلة، فقال صاحبي: ياحليمة والله إني لأراك قد أخذت نسمة مباركة.
ومن خصائصه المباركة ما أعطاه الله من علامة على نبوته وأثبتها له صفة يعرفونه بها تحدثت لها التوراة والإنجيل: "أخرج الشيخان عن السائب بن يزيد قال: قمت خلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم فنظرت إلى خاتمه بين كتفيه مثل زر الحجلة".
وأخرج مسلم والبيهقي عن جابر قال: "رأيت خاتم النبوة بين كتفيه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده"

ومن خصائصه المعجزة أنه كان يرى من وراء ظهره كما يرى من ما أمامه بعينيه: أخرج الشيخان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هل ترون قبلتي هاهنا فو الله ما يخفى عليي ركوعكم ولا سجودكم، إني أراكم من وراء ظهري".
وأخرج مسلم عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أيها الناس إني أمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود فإني أراكم من أمامي ومن خلفي".
ومما اختصه الله تعالى به أن فتح الله له آذان الناس بمنى فخطب بمن في مسجد الخيف، فسمع كل من كان بمنى كل ما قاله: أخرج ابن سعد وأبو نعيم عن عبد الرحمن بن معاذ التميمي قال: "خطبنا رسول الله صلى الله عل يه وسلم بمنى ففتحت أسماعنا. وفي لفظ: ففتح الله أسماعنا حتى أنا كنا لنسمع ما يقول ونحن في منازلنا. 

ومما اختصه الله به أن جعل لعرقه ريحا طيبة ما شمت الأنوف أطيب منه رائحة أبدا، فقد أخرج مسلم أن أنس قال: "دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عندنا – أي نام  القيلولة ـ فعرق، فجاءت أمي بقارورة  فجعلت تسلت العرق فاستيقظ فقال: يا أم سليم ما هذا؟ قالت: هذا عرق نجعله لطيبنا وهو أطيب الطيب. وأخرج البزار عن معاذ بن جبل قال: كنت أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أدن مني، فدنوت منه فما شممت مسكا ولا عنبر أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن خصائصه الكبرى أنه اذا نامت عيناه فإن قلبه لا ينام، يظل عابدا ذاكرا متبتلا لجلال مولاه،: ليزداد بذلك قربا من الله، وزيادة طاعة وقربات وعلو درجات، أخرج الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ فقال: ياعائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي.
ومن خصائصه الكبرى كذلك أن وجهه كان أبيض مستنيرا، وأنه كان أزهر اللون، لم تر العيون أجمل منه خلقا، أخرج البخاري عن كعب بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر أستنار وجهه كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه.
وختاما فهذه لقطات من حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، توضح جوانب من سيرته، وتلقي الضوء على حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وما تميز به من خلق عظيم، وما أجرى الله على يديه من كرامات وبركات، وكيف كان بشرا، اختاره الله وأدبه ورزقه خلقا وفضلا، وعلمه مالم يكن يعلم، وشهد له بأنه على خلق عظيم، بل انه سبحانه وتعالى أمر الأنبياء وأخذ الميثاق منهم على ان يؤمنوا به وينصروه، وسبحان الذي اصطفى هذا النبي من ولد إبراهيم، ثم جعله نبيا ورسولا، فهو دعوة إبراهيم وبشارة عيسى.
ومن هنا فعندما نتتبع هذه الجوانب من السيرة فإنها تعيننا على الإرتباط أكثر وأكثر برسول الله صلى الله عليه وسلم، ,آل بيته الذين صدقوه وآزروه، ومثل هذه المطالعات والقراءات تعين الناشئة على وجه الخصوص، وتأخذ بأيديهم الى مزيد من الارتباط بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبسيرته. فما أحلى ان نعلمهم، وان نؤدبهم على هذه السيرة، ونحثهم على كثرة الصلاة عليه كما أمرنا عز وجل: {إن الله وملائكته يصلون على النبي. يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل،،

الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب