شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

لقد كانت جهود علماء المسلمين ذات تأثير في تاريخ العلوم وخاصة في مجال الفلك ، وقد حرص الغرب في مجال اعترافه مؤخرا ببعض  افضالهم على وضع اسماء بعضهم على خريطة القمر ، ومن هذه الأسماء المأمون والبتاني وابو الفداء والغ بك .عادين للعرب في البيئات الدينية والثقافية في اوربا حيث ترجمت كتب بكاملها ثم نسبت الى علماء لم يكن لهم فيها غير دور النقل واغفلت اسماء مؤلفيها من العرب المسلمين.

 المسلمون والتطور في علوم الفضاء

عناية النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن في رمضان

د. محمد عبده يماني

الحمد لله الذي أكرمنا بهذا الشهر العظيم المبارك، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وقد شرع الله عز وجل لنا صيامه وقيامه، وحثنا على التشمير فيه والإجتهاد في اكتساب الحسنات، والمسابقة إلى الخيرات، ولا شك أن الإقتداء بالنبي – صلى الله عليه وسلم – هو أفضل ما يزكي به المسلم نفسه، وهو القدوة لنا إلى يوم القيامة، وقد جعل الله عز وجل طاعته واتباعه والتأسي به شرط صدق الإيمان فقال عز وجل (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) ووصف الذين يتولون عن طاعته واتباعه ويسلكون غير سبيله بالكفر فقال في الآية التي بعدها (فإن تولوا – أي عن طاعتك واتباعك – فإن الله لا يحب الكافرين)..وسوف أتكلم في هذه الحلقة عن التأسي به – صلى الله عليه وسلم – في قراءة القرآن وسماعه، وكيف كان يقوم الليل ليلاً طويلاًَ، وكيف كان يرتل القرآن الكريم ويحث على ترتيله، كما كان يحب أن يسمع القرآن من غيره..وكان – صلى الله عليه وسلم – أحسن الناس تلاوة للقرآن، وأجمل من قرأ القرآن ورتله ترتيلاً، وهو الذي تلقى أمر ربه فأجاب (يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو أنقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا)..كان لا يعجل في تلاوته بل يرتله ترتيلاً، وحبره تحبير وهو الذي تلقت عنه الأمة التلاوة ممثلة بقراء الصحابة: عبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، معاذ ابن جبل وعلى بن أبي طالب وغيرهم كثير..

فعن البراء بن عازب – رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قرأ في العشاء بالتين والزيتون فما سمعت أحدا أحسن صوتا منه.فإذا كان هذا شأنه مع القرآن في غير رمضان، فكيف يكون حاله مع القرآن في رمضان الذي أنزل فيه القرآن، والذي هو شهر القرآن والإيمان والإحسان..!!وكيف يكون حاله – صلى الله عليه وسلم – إذا جالس جبريل في رمضان ودارسه القرآن، فقد كان هذا حاله – صلى الله عليه وسلم – فعن ابن عباي – رضي الله عنهما – قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل وكان يلقاه جبريل في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة أي بالمطر حين تخالطه الريح فينزل مدراراً..وأما مدارسته القرآن الكريم مع جبريل فهو أن يقرأ جبريل والنبي – صلى الله عليه وسلم – يسمع، ثم يقرأ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وجبريل يسمع..ولم يكن يدارس جبريل القرآن من أجل حفظه، فقد تكفل الله تعالى له إذ سمع القرآن من جبريل أن لا ينسى حرفا، وأن لا يغير حركة فقال له (فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه وقل رب زدني علما)..وقال سبحانه وتعالى له: (سنقرئك فلا تنسي)..فكانت مدارسته مع جبريل القرآن توثيقاً لكتابه الخالد، وإشعاراً بحفظ الله عز وجل لكتابه، وتصديقاً لقوله: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)..وكانت هذه المدارسة السنوية تتجدد في رمضان تذكيراً لأمة القرآن بأن يكون هذه الشهر شهر القرآن، كما قال عز وجل ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)..ومن حب النبي صلى الله عليه وسلم لسماع القرآن من غيره ما رواه الشيخان عن عبد الله بن مسعود قال: قال لي النبي – صلى الله عليه وسلم – اقرأ علي القرآن، قلت أقرأ عليك وعليك أنزل، قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرات عليه سورة النساء حتى جئت إلى هذه الآية (فكيف إذا جئنا من كل أم  بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) قال حسبك الآن: فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان..وكان – صلى الله عليه وسلم – يتفقد أصحابه من الليل فيسمع قراءتهم وهم في الصلاة، فقد روى ابن حبان في صحيحه عن أبي موسى الأشعرى قال: (استمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قراءتي من الليل، فلما أصبحت قال: "يا أبا موسى استمعت قراءتك الليلة، لقد أؤتيت مزماراً من مزامير داود، قلت: يا رسول الله لو علمت مكانك لحبرت لك تحبيرا)..والمراد بالمزمار هنا حلاوة الصوت بالقرآن إذا تلي كما كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم يتلوه، فإن الله عز وجل قد أودع في هذا القرآن أجمل ما تسمع به الأذن لمن عقل، لذلك كان واجباً على كل مسلم أن يتعلم ترتيل القرآن الكريم ممن قرؤه عمن قرأه ممن تتصل تلاوته بالنبي – صلى الله عليه وسلم – كما هو معلوم في تلقي القرآن عن أهل القرآن الذين قال النبي – صلى الله عليه وسلم في وصفهم "إن لله أهلين من الناس، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" ..وفي حديث مدارسة القرآن مع جبريل فوائد كثيرة ذكر منها الإمام النووي:-- استحباب مدارسة القرآن وحسن تلاوته بالأحكام المعروفة.- استحباب الجود في رمضان والإكثار من الصدقات- زيادة الجود والخير عند لقاء الصالحين، وعقب فراقهم لشدة التأثر بهم.وفي الحديث اشارة إلى إبتداء نزول القران في رمضان، لأنه أنزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في رمضان، وهذا صريح في قوله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان..) البقرة..وكان جبريل عليه السلام يتعاهده كل سنة فيعارضه بما نزل عليه من رمضان إلى رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عارضه به مرتين وعلم من ذلك النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه آخر ما يصوم من رمضان وقد توفي – صلى الله عليه وسلم – في الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة المباركة..وقد أكثر النبي – صلى الله عليه وسلم – من الحض على تلاوة القرآن، وتعلم تلاوته عمن أتقنوها فقال: "تعلموا هذا القرآن فإنكم تؤجرون بكل حرف عشر حسنات، أملاني لا أقول بألم حرف ولكن بألف ولام وميم بكل حرف عشر حسنات" وقال صلى الله عليه وسلم: "إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآن حبل الله، والنور والشفاء النافع، عصمة لمن تسمك به، ونجاة لمن اتبعه، لا يزيغ فيستعتب، ولا يعرج فيقوم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق على كثرة الرد، فالتوه فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول الم، ولكن بألف ولام وميم..وقال – صلى الله عليه وسلم "الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع العشر الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران".. وعن عبد الله بن مسعود قال: "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" ..وجاء الحض على تلاوة القرآن في آيات منها قوله تعالى (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور) وقال تعالى: (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون)..وأنثي الله تعالى على الذين آمنوا من أهل الكتاب فقال عز وجل: (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الله وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين).. وقال عز وجل:: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون)..وقد حذر القرآن الكريم المؤمنين من هجر تلاوة القرآن على لسان النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال عز وجل: (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)..لذلك أقول لإخواني الصائمين في هذه الشهر المبارك وآمر نفسي بذلك أولاً فأقول:عليكم بالقرآن أيها المسلمون، عودوا إلى القرآن واتلوه حق تلاوته واجعلوه منهجاً لحياتكم، واجعلوا من شهر رمضان شهراً للقرآن نتلوه ونتدبره ونعمل بمحكمه ونقيم حروفه ومعانيه في حياتنا ليكون لنا هاديا وقائدا يقودنا إلى الجنة ونوراً يسعى بين أيدينا يوم القيامة، وليكون حجة لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم، عسي الله أن يخرجنا به من الظلمات إلي النور، فلطالما مزقتنا الفرقة والأهواء، وأكلت أكبادنا العدواة والبغضاء ببعدنا عن القرآن..ولا بد أن يكون رمضان شهر الإقبال على القرآن، والاقتناع بالكامل بأنه يحمل إلينا الهداية والنور، ويحل كل ما نعاني من مشكلات ويبين ما نحتاجه من العلم والهدى (وأنزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ)..ولا بد من من اتباع هذه القرآن في كل أمر صغير أو كبير، ومن طلب الهداية في غير القرآن الكريم أو بعيدا عن سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – فقد ضل سواء السبيل، ولسوف يعيش مذلولاً مخذولا (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى)..وإن المسلم الذي يقرأ القرآن في رمضان وغير رمضان يشرح الله به صدره، ويزداد بالقرآن ايمانا وسعادة وقوة ويقينا بأن هذا القرآن هو المنهج، ويهدي للتي هي اقوم، ويبشر المؤمنين بأن لهم اجرا حسنا .اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، وجلاء احزاننا، وذهاب همومنا، وكشف غمومنا، وذكرنا منه ما نُسّينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وأرزقنا تلاوته والعمل به على ما يرضيك عنا يا كريم اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا وصالح اعمالنا  





الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب