شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

(وسائل الغزو الجديد – كتابة أو إذاعة أو فيلما أو مسرحية أو برنامجاً تلفزيونياً – هي الجيوش العصرية التي تشكل طليعة قوات المستعمرين، فهم يدفعونها منشورة في اية صيغة أدبية فنية لتحدث تأثيراتها الفتاكة ببطء ، ولكن بفعالية، والمستعمرون ينتظرون سقوط الثمرة بين أيديهم بعد أن نضجت على نار خططهم الشريرة).

 أحاديث في الاعلام

السيدة خديجة ومواقف خالدة

محمد عبده يماني

 ينظر بعض العقلاء بعمق إلى حياة السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها بإنها سيدة لم تأت من صدفة، ولا بطريقة عفوية، وإنما هي إمرأة إختارها الله سبحانه وتعالى لتكون بجوار هذا النبي الحبيب، وعلم بسابق علم سبحانه وتعالى خيرية السيدة خديجة، فهي أصل وشرف وطهر ونسب شريف. لقد إختار الله هذه السيدة لتقف بجوار المصطفي، وأكرمها وكرمها ورزقها رجاحة العقل، وحسن الخلق، وآتاها حزما وعزما وصمودا وإخلاصا ووفاء وسعة رزق، وسخرها لخدمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعونه على إبلاغ الرسالة، فصمدت، وضحت.. شدت أزره وأيدته وأحاطته بالرعاية والحب والحنان، فكانت عظيمة بوفائها وعطائها لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت هذه السيدة سيدة طاهرة كريمة معطاء، وكانت الزوجة الفاضل الحنون والتي وقفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت لها تلك المواقف العظيمة  وقد قدر لها صلى الله عليه وسلم لها تلك المواقف الصابرة الشجاعة، وأعتز بها، فلما ماتت أحس بآلام فراقها، وظل وفيا لها، يثني عليها، ويذكر مواقفها الصادقة، وتضحياتها الكبيرة في سبيل الله ثم في سبيل نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الدعوة الإسلامية، وسمي عام وفاتها بعام الحزن. 

سبقت إرادة الله فاختارها عرسا لنبيه ووزيرا، ومعينا ومشيرا، وسندا ونصيرا، وأختصها وحدها من بين نسائه بحضور أول الوحي، وأول الإصطفاء، وأول نزول القرآن، وكانت أول المجاهدات، وأول الصابرات،، وأول الباذلات.ثم جعل إبنتها فاطمة من بعدها أم عترته وأصل ذريته، وكانت السيدة خديجة رفيقة شبابه وكهولته.أفرده لها وأفردها له زوجا عروبا، وقلبا حبيبا، ودفئا خصيبا جمع له فيها حب الزوجة وسكنها ورأفتها ورحمتها، وعطف الأم وحنانها، ووفاء الحبيبة وصدقها، وفداء المؤمنة به وعونها، مع صدق المشورة وطهر السريرة، ودأب الوزيرة،  وحلم حازم وبر دائم، وحنان موصول، ومال مبذول، وحب لا يحول. واسأل أيام تحنثه في الغار، كيف كانت له معينا، وسل ليالي الشعب حينما قاطعت قريش النبي وأهل بيته، كيف كانت صبورا جسورا، على رغم سنها، ووهن جسمها، وكيف بذلت مالها في إطعام المحاصرين، ومواساة المعذبين، وسل عن كل ذلك وفاء خير الناس لها حبيبها المصطفي من بعد رحيلها ذكرا لمناقبها، وتعدادا لمواهبها، وبقاء على عهدها وصلة لأحبائها.وخير نسائها خديجة.."  إني لأحب حبيبها"."اللهم هالة""أرسلوا هذا إلى أحباء خديجة""كانت تأتينا أيام خديجة"إنها أم المؤمنين الأولى،وزوج الحبيب الأولى،والمسلمة الأولى،والصديقة الأولى،والحبيبة الأولىوالمجاهدة الأولى.. والوزيرة الأولى التي هيأتها العناية الإلهية له صلى الله عليه وآله وسلم سيدة نساء العالمينوأم فاطمة سيدة نساء أهل الجنة  عقيلة قريش وسيدة مكةوأمنية ذوي الشرف والهمةالرفيعة المنيعةالودود الولودالطاهرة المطهرة.. الكريمة المعطاء تغضى العيون إجلالا لمقامهاوتهتز القلوب فرحا عند ذكرهاكانت الزوجة الرؤوم كأنها أم زوجهاوالمحبة العروب كأنها العروس كل يوم في ودادها وجمالها وبهائهاوالسيدة الحصان التي تهتف جوانب مكة بعفافها وحيائهاوالوزيرة المؤازرة عند الشدائد لزوجها ونبيهاسألت التاريخ عن نظيرها فقال : هيهات.. هيهات !!وسألته عن يوم زفافها فقال: أهديت ذروة النساء لسيد الأولين والآخرين.وسألته عن نسلها فقال: حسبك انهم أشرف العالمين، فرض الله على عباده حبهم والصلاة عليهم في الصلاة.أماه يا أم الزهراء البتول، أشبه اهل بيته به، وأولهم لحوقا به.أماه ياجدة آل الرسولوالفريدة التي ملأت حياته أنسا وتزوجته بكرا، فلم يعرف النساء قبلها.فظل يذكرها كل حين ولا ينسى.ولم يقترن بسواها حياتها كلهاوبشرها ببيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب.وحفظ عهدها من بعدها في أهل ودهاأماه..يا خيرة الله لنبيهوهديته إلى صفيهيا أم القاسم والطاهر.. وزينب ورقية وأم كلثوم.. وأم أبيها البتول وناظمة عقد السلالة الطاهر الباهروبالسلام عليك من الله جبريل جاءأماه..ماذا أقول والبيان – مهما سما وعلا - يعجز عن اظهار قدركوالشعر يحار أمام جلالك وطهرك.وماذا يبلغ بيان الناس كلهم امام دمعة الحبيب عند ذكركدمعة هى أغلى وأعلى من كل بيان وماذا يملكون من المدح أمام قوله : "والله ما أبدلني الله خيرا منها"وأصدق من كل ما ينطق به لسانفسلام عليك يا أول وأكمل أمهات المؤمنين إقترانا به، واكملهن وفاء له، وأكثرهن تضحية لأجله، ومعذرة منكن ايتها الأمهات الطاهرات الكاملات المكملات.وسلام عليكن مجتمعات  من كل أبنائكن المؤمنينإلى يوم الدين.. ورضي الله عنكم آل بيت رسول الله أجمعين.


إن حياة أم المؤمنين خديجة تاريخ مشرف ومشرق لسيدة.. طاهرة.. شريفة  فاضلة أكرمها الله عز زوجا لهذا النبي الكريم والرسول العظيم، وأكرمها عز وجل بسمعة عطرة وسيرة فاضلة في الجاهلية والاسلام.. وكانت رضي الله عنها ذات حسب ونسب وجمال وعفة ومودة وأخلاق وعقل راجح وهمة عالية  فكانت أول من أسلم وصدق وآمن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى أنها بشرته وهدأت من روعه  حين جاءه الوحي أول مرة، وعاد إلى بيته مشفقا على نفسه مما سمع ورأى وهو يقول : زملوني.. زملوني.
خديجة بنت خويلد التي لها حق في رقبة كل مسلم ومسلمة بما قدمته لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهى أول أمهات المؤمنين.. وقفت معه وأيدتـه وشجعته ونصرته وثبتته وأعطته وأعانته على المضي.. ودعمته بكل ما تملك. هذه السيدة التي صبرت مع رسـول الله على إيذاء قريش وعنتهم وظلمهم.. ودخلت معه الشعب، تقف إلى جانبه، وتتحمل معه وتثبتـه مـع أنها رضي الله عنها لم تكن معنية بالمقاطعة.. لأنها ليست من بني هاشم ولكنهـا آثرت الدخول مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الشعب وتحملت الجوع.. والحرمان في سبيل نصرة زوجها الأمين.. شهامة ومودة ومشاركة صادقة.. وايمانا حقيقيا بالرسالة والرسول.فقد خرجت عن بيتها الرفيع ومقامها المنيع، ودخلت معه الشعب، فكانت من جملة المحاصرين، ولم تبال بسنها التي قاربت على الستيـن رغبة في نصرة  سيد المرسلين ومتابعته فاستبدلت الحياة الخشنة القاسية  بحياة العز والرفاهية وذاقت مرارة الجوع والعطش فيحق للتاريخ أن يقف إجلالا لمقامها الرفيع.

والسيدة خديجة رضي الله عنها.. كانت ذات شأن وفضل في الجاهلية فعرفت بالطاهرة.. وقد حفظها الله من أرجاس الجاهلية فكانت تشعر بقلق وعدم قناعة بعبادة الأصنام ولهذا كانت تلجأ إلى إبن عمها ورقة بن نوفل تسأله وتبثه قلقها وحيرتها. نشأت السيدة خديجة في بيت طيب وبيئه كريمة فهي ذات حسب ونسب فبيت أهلها من أعـرق بيوت قريش وأعلاهم نسبا، وثراء ووجاهة.وقد ولدت رضي الله عنها قبل عام الفيل بخمس عشرة سنة.أبوها خويلد بن أسد بن عبد العزي أخ لعبد مناف.. وأمها فاطمة بنت زائدة وأم فاطمة هى هالة بنت عبد مناف الجد الثالث للنبي صلى الله عليه وسلم.
تزوجت هذه السيدة الجليلة برسول الله وهى إبنة أربعين سنة، بينما كان هو في الخامسة والعشرين، وكانت قد رغبت في الزواج به بعد ما علمت من أخبار فضله وأمانته وبركته وما أخبرها به غلامها ميسرة مما شاهده في رحلته معه في تجارتها إلى الشام.. ورعاية الله سبحانه وتعالى له، وكـان قد تقدم لخطبتها الكثيرون من أشراف قريش، فرفضت ذلك بإباء وشمم، وأراد الله لها الخير والفضل.. فكان ذلك الزواج المبارك الميمون.
عاشت هذه السيدة حياة هنيئة رغدة في جوار رسول الله قبل أن يوحى اليه، فلما أتته النبوة وتحمل في سبيل الدعوة الأذى والآلام والحرمان، وقفت إلى جانبه، وصبرت معه، وضحت في سبيله، وقدر لها تلك المواقف الصابرة الشجاعة، فلما ماتت، أحس بآلام فراقها، وظل وفيا لها، يثني عليها، ويذكر مواقفها الصادقة، وتضحياتها الكبيرة، وأصبحت ذات مكانة عالية، ومحبة صادقة من المؤمنين والمؤمنات حتى قيام الساعة، وخصها الله عز وجل، فجعل ذرية النبي صلى الله عليه وسلم محصورة فيها، فلم يرزق الولد من غيرها.كانت وزيرة صدق.. صدقته وصدقت معه وكانت خير عون وسند ونصر بتوفيق الله عز وجل وكانت الصديقة الأولى.وما أن نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كانت أول من صدق وآزر ووقف مع سيدنا محمد، تشد من أزره، وتعينه، وتبذل كل غال ونفيس في سبيل راحته، وعندما كان يذهب إلى غار حراء قبل نزول الوحي ويظل هناك متبتلا لأيام طويلة، كانت تسأل عنه، وترسل رسلها ليطمئنوها عنه، وكانت تحمل اليه الطعام والشراب، وتقطع المسافة بين بيتها وجبل النور وهي تقدر بـخمسة كيلومترات واربعمائة متر تقطعها ذهابا وإيابا، لاتكل ولاتمل، ثم تصعد إلى الجبل الذي يبلغ إرتفاعه ثمانمائة وستة وستين مترا فوق سطح البحر. كل ذلك لتطمئن عليه، وتعينه على ماهو فيه، وتفعل ذلك وهي فرحة سعيدة.إنها خديجة..إنها الصديقة..إنها الوفية الإنسانة التي اختارها الله لهذا الدور..وهيأها لهذا الشرف وأكرمها.. وكرّمها.. فكانت لها تلك السيرة العطرة، والصحبة الكريمة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. والحمد لله أن ماتت ودفنت بمكة في مقابر المعلاة في الحجون  وهى في الخامسة وقبل الهجرة بثلاث سنوات وكان ذلك في رمضان على معظم الأقوال.
لقد توفت السيدة خديجة بعد ان وقفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تؤيده وتثبته وتنصره، تدثره وتزمله وتصدقه، وتبذل كل ما تملك في سبيل نصرته وراحته حتى أنها كانت رضي الله عنها تقطع ثلاثة أميال على رجليها من بيتها إلى جبل النور ثم تصعد إلى غار حراء تطمئن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتحمل له الماء والزاد وتثبته.. وكانت في بعض الليالي تلقاه في موضع مسجد الإجابة في المعابدة وتبيت معه هناك ثم يعود إلى الغار للتعبد وتعود هى إلى بيتها.. وفي كل الأحوال كانت تحرص على راحته وتطمئن على سلامته وتعمل كل ما في وسعها لسعادته.
وما أن وافق أبو طالب على أن يكون علي رضي الله عنه في أحضان سيدنا محمد.. يرعاه ويربيه حتى قامت برعايته وفرحت بمقدمه.. وأعطته من حنان الأمومة ما جعله يشعـر بالحب الكبير لها ولرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. ونشأ في ذلك البيت الطيب الطاهر
هى امرأة فاضله كريمة حنون.. حنت ورقت لمرضعة رسول الله حين جاءت تسأل عنه فزارته في منزل السيدة خديجة التي فرحت بها وأكرمتها..أكرمت وفادتها وأعطتها من المال ما يساعدها على حياتها في الباديه فقدمت لها قطيعا من الغنم وبعض الإبل هدية لها.
ولهذا فقد كان يوم وفاتها يوم حزن.. وألم وسمي ذلك العام بعام الحزن.. فقد توفيت فيه الزوج الطاهرة الصديقة الأولى.. وتوفي فيه أبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي وقـف معه يؤازره ويعضده.. ويحميه ويمنعه ولهذا ما نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا بعد وفاة عمه أبي طالب.. ولا شعر بالوحدة الا بعد وفاة الحبيبة خديجة، فخلف غيابها حزنا وألما، فقد كانت الزوجة، والرفيقة، والعضد، والسند، والأم.
رحم الله أم المؤمنين خديجة، فقد آمنت حين كفر الناس، وأعطت حين منع الناس، وصدقت حين كذب الناس، ووقفت معه يوم اشتد أذى الكفار عليه، فلن ننسى مواقفك العظيمة، بل نسأل الله ان يجزيك خير الجزاء فقد كنت سكنه المطمئن وكنت المهدئ لروعه، وكنت الزوجة الصالحة، والرفيقة الفالحة أم كيف ينسى مؤمن يوم جاءك الحبيب قائلا : لقد خشيت على نفسيفكان جوابك: كلا والله لن يخزيك الله أبداإنك لتصل الرحموتحمل الكلوتكسب المعدوموتعين على نوائب الحقأبشر يا إبن عم وأثبت فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة فما أروع مواساتك
رضي الله عنها وأرضاها..

الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب