شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

الى كل اولئك الذين ينظرون بعمق لمستقبل الأمة ، واولئك الذين ينظرون بوعي ومسؤولية ويتحسبون لأبعاد المرحلة القادمة ، والى شباب الأمة بنين وبنات ، لقد اصبحت قضية توطين الوظائف قضيتنا جميعا ، وغدت مسؤولية مشتركة تقود الى مصلحة الأمة ككل ، ولابد ان نتحرك جميعا وفي اتجاه واحد وبروح واحدة وعمل مشترك لنبلغ الهدف المنشود من السعودة 

 السعودة وجها لوجه

خديجة.. والوداع الأخير

د. محمد عبده يماني

خديجة بنت خويلد ..قرشية .. مكية طيبة طاهرة ..خديجة سيدة نساء العالمين ..أم المؤمنين .. زوج خاتم النبيين .. وأم السبطين ..تزوجت النبي وهو بكرا .. وكانت أول الزوجات وأحبهن الى قلبه ..

أم هاشم .. الودود .. التي أحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبها .. وكانت لها تلك اللمحات واللوحات المشرقة في حياته وبداية الدعوة الإسلامية ومنطلقها ..

هذه السيدة ودعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزلها في قبرها .. وساوى عليها التراب بيديه الشريفتين.. ودعها الوداع الأخير، وأعلنها صريحة (لقد رزقت حبها فأنا أحبها وأحب من يحبها)..

خديجة بنت خويلد سيدة ذات علامات بارزة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذه السيدة مكانة خاصة عند أهل مكة المكرمة، وعندما يذكرون إسمها يسمونها : الطيبة، الطاهرة، أم هاشم، الجّيِدة .. كل ما فيها طيب.. أصل طيب، وخلق طيب، وعمل طيب، ومروءات، ووفاء، وجاه ومال خدم دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي سيدة لها محبة خاصة عند كل مسلم ومسلمة يؤمن بالله ورسوله، ولكن أهل مكة خاصة لهم عناية بسيرة هذه السيدة وبتاريخها، فهي مكية أصيلة من أبويين من مكة، وولدت في مكة، ونشأت بمكة، وهي أول زوجات المصطفي صلى الله عليه وسلم وقد تزوجته بكراً في الخامسة والعشرين من عمره، وقد بلغت هي الأربعين وهي رفيقة دربه، ولها دور كبير في مسيرة الدعوة الإسلامية.. شجعته .. وأيدته.. ودعمته.. وشاركته بمالها، وبرأيها، وبجاهها، وبحسبها ونسبها..

وقفت معه بالرأي والمشورة وساهمت بكل ما تملك ومن تملك.. وآثرت أن ترعاه وتخدمه بنفسها مع أنها كانت تملك الخدم والحشم.. ودثرته وزملته.. صدقته وآمنت به قبل كل الناس.. وضمته إلى صدرها بعد نزول القرآن وثِقل الوحي وقالت له:

(كلاّ والله لن يخزيك الله أبداً.. وإني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة)..

وأخذته إلى ورقه أبن نوفل، الذي بشره بأنه الناموس الذي أنزله الله على موسى، ورزقه الله منها البنين والبنات، وصبرت واحتسبت ودخلت معه الشعب يوم تنادت قريش بعزل النبي، وحصاره مع بني هاشم وبني المطلب والتضييق عليهم في شعب أبي طالب.

دخلت الشعب وقد تجاوزت الثالثة والستين من عمرها.. وحتى سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام وفاتها وعمه أبو طالب بعام الحزن..

هذه خديجة الكبرى والتي كان بيتها معراج الهدى ومشرق رحمة .. وجاء إليه جبريل الأمين ..

وهي التي بشرت ببيت من قصب في قمة الفردوس من غير صخب ولا نصب بيت احتضن سيدنا محمد.. سيدة هزها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي قمة تلك الزمرة الطاهرة من الكرام وجميعهم من نسلها.. ودفنت بقبرها في مكة في الحجون عند آخر الخريق..وهكذا يفرح أهل مكة بارادة الله أن جعل قبرها بين ظهرانينهم هنا في مكة المكرمة..رضي الله عنك يا خديجة الغراء ..التى لم يسمع منك رسول الله صلى الله عليه وسلم غير الكلمة الطيبة والعمل الطيب ولم يشكو منك جفوة يوما ولكن كلها كانت سعداً وظل يذكرك رغم تعدد الحلائل..

وداعاً يا خديجة.. ووسدك التراب وأودعك عند من لا تخيب عنده الودائع رضي الله عنك وأرضاك وجزاك عنا وعن المسلمين خير الجزاء ..

الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب