شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

بأبي انت وأمي يارسول الله ، ياسيدي يارسول الله ، يا سيد ولد آدم ، يا صفوة الله من خلقه ، وواسطة العقد من رسله ، يا اكرم الأكرمين على الله ، وارفع المعظمين منزلة عند الله ، لقد شرح الله له صدرك ، ووضع عنك وزرك ، ورفع لك ذكرم ، وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما

 بأبي انت وأمي يارسول الله

تأدبوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم   (3 ـ 12 )
الحمد لله الذي اكرمنا بالاسلام  وبعث الينا خير الأنام ، وكرمه وأكرمه وأدبه ورفع شأنه وختم به الرسالات السماوية وأمرنا باتباعه والسير على هداه ، والتأدب معه وان لانرفع اصواتنا فوق صوته : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ
محمد عبده يماني  
الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم وهذه صورة اخرى من صور الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ان الله عز وجل من فوق سبع سموات يقول في كتابه الكريم : { ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما } وهكذا بدأ هو عز وجل بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ثنى بالملائكة الكرام ، وهكذا يعلمنا انه من الأدب معه صلى الله عليه وسلم عند ذكره ان نبادر إلى الصلاة والسلام عليه لقوله صلى الله عليه وسلم " البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي " (1) وعلينا ان نكثر من الصلاة والسلام عليه استجابة لأمر الله تعالى القائل في كتابه: {ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.} .
 ان الله سبحإنه أمرنا بأمر بدأ به بنفسه ، ثم ثنى بملائكة قدسة فقال تعالى: ان الله وملائكته يصلون على النبي} فأي تعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغ هذا التعظيم ، واي توقير له يداني هذا التوقير؟. والصلاة من الله الرحمة ، ومن الملائكة الاستغفار ، ومن غيرهم الدعاء .
الله عز وجل في علاه واستوائه على العرش يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم،  أي يرحمه والملائكة في السماوات العلا تستغفر له وحيثما كانوا يصلون على هذا النبي.. وان صلاة الله تبارك وتعالى على نبيه هى رحماته المنزلة عليه ، وثناؤه في الملأ الأعلى عليه ( دون ان يشغله شأن عن شأن ) ، إنها رحمات وثناءات لاتنقطع ابدا دائما مادامت السموات والأرض . وصلاة الملائكة استغفار ودعاء له بمزيد الثناء ومزيد الرحمة والمغفرة . 
ولايسع المؤمن وهو يقرأ هذه الآية الكريمة، وما توحي به من التعظيم والتوقير والهيبة الا ان تزيده حبا لله ورسوله وإجلالا لله وتوقيرا لرسوله صلى الله عليه وسلم . 
 طاعته واتباعه:ومن الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم طاعته واتباعه ومتابعة سنته في كل الظروف والاحوال ، وقد أمرنا الله تعالى بهذه المتابعة وجعلها برهانا على صدق محبة العبد لربه وتوصله لمحبة الله ومغفرته ،  فقال عز وجل: {قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}   .
وذلك لإنه المترجم بأحواله وأعماله وأقواله للقرآن الكريم ومراد الله من عباده في طاعته وعبادته، وامتثال امره ونهيه فهو القدوة والأسوة والمثل الأعلى لهذه الأمة في عبادة رب العالمين : {لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}.وطاعته واتباعه هي طاعة لله عز وجل، قال الله تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا.} . وطاعته موصلة لرحمة الله قال الله تعالى: {وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون.}. والتولى والإعراض عن طاعته واتباعه من صفات الكافرين والمنافقين  قال الله تعالى: {قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لايحب الكافرين}   .  وطاعة الله والرسول صلى الله عليه وسلم ثمرة من ثمرات الايمان ، بل هي على رأي البعض شرط من شروط الإيمان، قال تعالى: {وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين}   .
وطاعة الله ورسوله سبب وحدة الكلمة بين المسلمين ، وتآلف القلوب وقوة البأس على العدو ، وتركها سبب الفرقة والتنافر وذهاب الهيبة وتبدد القوة والتمكين للعدو ، والتنازع والتفرق سبب للفشل وذهاب القوة وذهاب الهيبة . قال تعالى: { وأطيعوا الله ورسوله ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم..}   .
ولا يعرض عن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وقبول حكمه الا منافق، أو مَنْ في قلبه شك أو سوء ظن بحكم الله ورسوله  ، وذلك ظلم عظيم ، وذنب كبير .  قال تعالى: {أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون}  وقال تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}   .
وليس للمسلم أمام حكم الله ورسوله الا الرضا والقبول، قال تعالى: {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا واطعنا وأولئك هم المفلحون .. ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقْهِ فأولئك هم الفائزون}   .
 استئذانه في الملمات: ومن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ادب الله به اصحاب نبيه أن يكونوا معه في ساعات الشدة، وأن يعينوه بأقوالهم وأعمالهم، وأن ينصروه على من ناوأه مهما كلفهم ذلك من التضحية ، وإذا كان هناك اجتماع معه صلى الله عليه وسلم لأمر عام ، فلا يجوز أن يخرج أحد منهم بدون استئذان ، والذي يستأذن هو  المؤمن ، فإذا استأذن لضرورة  أذن له الرسول صلى الله عليه وسلم ان شاء واستغفر الله له حتى لا يفوته الأجر قال الله عز وجل : (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على امر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه ان الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله ان الله غفور رحيم}   . وأما الذي يخرج خفية وبدون استئذان فالله مطلع عليه ويعرض نفسه لخطر عظيم قال تعالى : {قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره ان تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم }(1) يحذر الله سبحانه الذين يخالفون عن أمره أن يفتنوا عن دينهم في الدنيا ، فيضلوا عن الطريق المستقيم ، او يصيبهم العذاب الأليم في الآخرة . وهكذا تأدب الصحابة بهذا الأدب عندما يكونون حوله او عنده او مجتمعين معه صلى الله عليه وسلم .
 التمسك بسنته واحياؤها : فقد قال صلى الله عليه وسلم : " اني تركت فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي "وقد ذكر صلى الله عليه وسلم أن احياء سنته دليل قاطع على محبته ، ومن كان كذلك كان رفيقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة . قال صلى الله عليه وسلم : " من احيا سنتني فقد أحبني ، ومن احبني كان معي في الجنة " . وكفى بذلك فضلا وشرفا ومن احسن من هذا عاقبة . 

أدب دخول بيته وحرمة أزواجه :وكان من الأدب معه صلى الله عليه وسلم في حياته أن لا يدخل أحد بيته إلا بإذنه وأن لايدخل بيته إلا بدعوة منه، وأن لا يستعجلوا الدخول قبل نضج الطعام بوقت طويل ، وإذا ما حضر الطعام وأكلوا أن لا يتثاقلوا عن الخروج طمعا في سماع حديثه والأنس به، وقد انزل الله هذا الأدب معه يوم دعا إلى وليمة حين تزوج زينب بنت جحش، وتثاقل بعض الصحابة عن الخروج بعد الأكل فآذى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعض ازواجه، وبلغ من كمال خلقه وحيائه ان اخفى ذلك عن أولئك ، فجاء التنبيه من الله سبحإنه على ذلك بقوله تعالى: {يا أيها  الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا  أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولامستأنسين لحديث ان ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لايستحيي من الحق} . 
وكان من الأدب معه التأدب مع أزواجه ، وعدم طلب أي طعام أو شراب أو غيره منهن الا من وراء حجاب ، فقال تعالى: {وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم  وقلوبهن}. وحذر المسلمين من ايذائه صلى الله عليه وسلم بهذا أو بغيره وان ايذاءه من الكبائر التي أنزل الله فيها قرآناً يتلى فقال تعالى : { إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً }  ، وحرم عليهم أن ينكحوا أزواجه من بعده فلا يليق ، ولايجوز ان يقع منهم ، فقال تعالى: {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنحكوا ازواجه من بعده ابدا أن ذلكم كان عند الله عظيما}  
ويجب ان يلاحظ ان هذا أدب أدّب الله به المسلمين معه في حياته ، وعلى أهل الفضل من العلماء والصلحاء بل والناس عامة إذا ما دعوا إلى وليمة أو صنعوا طعاما لعرس أو لإكرام ضيف أو رفقة أن يتأدبوا بهذه الآداب الكريمة ، بل ويؤدبوا طلابهم وأتباعهم ومن معهم على هذا الأدب اقتداءا بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .  الأدب في مخاطبته:ومن الأدب معه صلى الله عليه وسلم أن لا ينادي باسمه كما ينادي الناس بعضهم بعضا وان ذلك محبط للعمل ، وقد انزل الله في النهي عن ذلك آية في كتابه الكريم فقال سبحانه وتعالى: {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعض }    فلا يقال: يا محمد بل الأدب في ذلك ان ينادى بالنبوة أو الرسالة: يا أيها النبي، ويا أيها الرسول، أو يا نبي الله ويا رسول الله، وذلك في حياته وبعد وفاته وتلك ميزة ميزه الله بها عن سائر أنبيائه ورسله،  فقد خاطب الله سبحانه في القرآن الكريم الأنبياء بأسمائهم فقال : يا آدم، يا نوح، يا إبراهيم، يا موسى، يا عيسى ابن مريم.. أما هو فلم يخاطبه الله تعالى في قرآنه كله الا بقوله : يا أيها النبي ويا أيها الرسول، تنويها بفضله، وإشعارا بعظمته وجلالة قدره ورفعة منـزلته على سائر منازل الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلاماته عليهم أجمعين ، وقد جاء ذكر اسمه في القرآن في مواضع مثل قوله تعالى : {ما كان محمد أبا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما } ومثل قوله تعالى : { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا }  ولاشك ان هذه المكانة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اكتسبوها بطاعة الله ورسوله والأدب مع الله ورسوله فكانوا هم قدوة هذه الأمة بعده عليه الصلاة والسلام ، ,في مقدمتهم الخلفاء الراشدين .

الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب