شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

لابد من إدراك أهمية هويتنا اذ ليس من المعقول ان نتقدم ونتطور بصورة سطحية وزائفة نفقد معها استقلالنا الحقيقي في التفكير وهويتنا المتميزة لأننا عند ذلك سنكون قد خسرنا اكثر مما كسبنا

 المسلمون والتطور في علوم الفضاء

علموا الحجاج .. فضائل المدينة المنورة
محمد عبده يماني

علموا هؤلاء الضيوف الكرام انهم بعد ان أدوا مناسك الحج وتطوفوا بالبيت العتيق .. وودعوا مكة المكرمة .. ثم أخذوا يتجهون الى المدينة المنورة ليصلوا في المسجد النبوي الشريف .. ويسلموا على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. ومن هنا فإن من واجبنا ان نأخذ بأيديهم ونعلمهم عظيم شأن هذا الحرم النبوي الشريف .. وهذا الموقع الذي يضم جسد المصطفى صلى الله عليه وسلم .. علموهم ان المدينة المنورة حرم آمن .. وهي حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقد اختارها الله ليهاجر اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأوي اليها .. وجعلها حرما لرسوله وحبيبه .. وعلمنا عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي يرويه ابن عباس : " لكل نبي حرم وحرمي المدينة " وقد حرص الصحابة رضوان الله عليهم على الأدب فيها لأن الذي حرمها هو الله عز وجل .
ولنعلمهم وهم يدخلون في فرح وسرور الى المدينة المنورة أن حرمتها كحرمة مكة المكرمة حتى انه قد حُرِّم الصيد فيها وتنفيره .. وقطع الشجر وقلعه .. بل حتى قطع الحشيش والشوك .. وحُرِّم حمل السلاح واراقة الدماء فيها .. وفي حماها حميت حتى الحيات .. ومُنع الدجال من دخولها .
علموا الحجاج ان المدينة تحرسها الملائكة .. وأنها ضمت أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما هاجر اليها .. وأستقبلوه فرحين .. هنا آثارهم .. هنا منازلهم .. وهم الفئة التي وصفهم الله سبحانه وتعالى بأنهم تبوّءوا الدار الإيمان وانهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة : { وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ } .
علموهم عند دخولهم الى الحرم النبوي الشريف اهمية الأدب والتأدب في هذا المكان الشريف .. والذي كان يُسمي بيثرب فأصبح  "مدينة رسول الله" .. ولها أسماء عديدة .. فهي المدينة المنورة .. وهي الدار والإيمان .. وهي طابا .. وطيبة .. وهي دار السنة .. ودار الهجرة .. وهي مدخل صدقٍ عندما قال صلى الله عليه وسلم وهو يتجه إليها مهاجراً من مكة : " وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيرا"  والإسم المشهور هو " المدينة المنورة ".. هذه المدينة التي يئس الشيطان أن يعبد فيها .. وميزها الله أن الإيمان يأرز إليها كما تأرز الحية الى جحرها . علموهم أنها مدينة مضاعفة البركة .. علموهم أنهم إذ دخلوا المسجد النبوي الشريف فإنه من الأدب عدم رفع الصوت فيه .. وعلموهم فضائل الصلاة في الروضة الشريفة وأنها مابين بيته ومنبره الشريف وهي مابين الحجرة الشريفة من جهة الشرق والمنبر.أروهم الأماكن التي كان صلى الله عليه وسلم يصلي فيها والاسطوانات التي كان يتكئ عليها .. والمنبر الشريف الذي كان يخطب عليه .. وقد علمنا صلى الله عليه وسلم أن هذا المنبر على ترعة من ترع الجنة .. وذكروهم بمكان الجذع الذي حنَّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
       وحنَّ اليه الجذع شوقاً ورأفة   ورجع صوتاً كالعشـار مرددا       فبادره ضما فَقَرَّ   لوقتــــــــه   لكل امرئ من دهره ما تعودا




ومن الأبيات التي كنا نستمتع لها للسيد امين كتبي رحمه الله في وصف المدينة المنورة :اهدي النبي تحيتي وسلامـــــــي                              وابثه شوقي وفرط هيامِــــــــيوأكاد من فرحي اطير لطيبــــــة                             حتى أقبل موطىء الأقــــــــــدامِيا طيبة المختار يا مأوى الهدى                            يا منبت الأخيار والأعــــــــــلاميا مطلع الأنوار يا حصن التقى                             يا مأرز الإيمان والإســـــــــلاملا زلت يا دار  الكرام مصــونة                             محفوفة بالنخل والآطـــــــــــامتجري خلالك اعين فياضـــــــة                             تروي البلاد بنابع سجَّــــــــــامِلم انس غدوتنا وروحتنا بهـــا                             بين العيون وبين باب الشــــامِيا روضة الأحباب فيك مسرتي                            في بُرج اسعدها وفيك هيامــييا مسجد  المختار طال تذكري                             والذكريات تقود كل زمــــــــامذكرى منابرها وكيف أذانـــها                             يهدي المسامع اطيب الأنغــاميا اهل طيبة كل شيء دونكــم                            امم وأنتم صبوتي وغرامــــيالله خصكمو بأكرم خلقــــــــه                             تلك السيادة والمقام السامـــييارب جُد واغفر ذنوبي واستجب                            لمطالبي بالنعم وبالأنعـــــــــامثم الصلاة على النبي وصحبه                             والآل اهل الفضل والإكـــــرام
خذوا بأيديهم ليروا بقية المساجد في المدينة المنورة كمسجد الإجابة .. والقبلتين .. والفتح .. ومسجد المصلى ..و الغمامة .. وبقية المساجد كمسجد أبي ذر رضي الله عنه .. وكل تلك الآثار التي من الممكن إطلاعهم على ما بقي منها .. وثمار المدينة .. وترابها وجبالها .. وأجعلوهم يرتبطون بهذا المكان الكريم .
خذوهم إلى البقيع .. وعلموهم فضائل البقيع .. ومكان أول من دفن من الصحابة فيه .. خذوهم إلى جبل أحد .. هذا الجبل الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم : " أحد جبل يحبنا ونحبه"  وهو جبل ارتجف تحت قدم النبي صلى الله عليه وسلم..
وإنها لفرصة طيبة ومناسبة لكي يقفوا على مواقع المعارك التي جرت حول المدينة المنورة وخاصة أُحُد .. التي وقعت على مقربة من الحرم الشريف وتقع على بعد 5 كيلومترات في جهة الشمال .. وفيها المكان الذي دفن فيه سبعون صحابيا بينهم  سيدنا حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم .. ومصعب بن عمير .. وعبد الله بن عمرو بن حرام ، وعمرو بن الجموح .. وابو سفيان بن الحارث وبقية الصحابة الكرام رضي الله عنهم وارضاهم وكذلك نريهم مكان غزوة بني النضير .. ومكان غزوة بني قريظة .. وموقع غزوة بني قينقاع .. وغزوة الخندق.. ونعطي الراغب منهم الفرصة ليزور مدينة بدر ويطلع على موقع اول غزوة انتصر فيه االمسلمون بفضل الله وعونه .. وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي قاد المعركة .. واشرف عليها .. ونظم الصفوف .. ومواقعها لا تزال اليوم شاهدة على ذلك التاريخ العظيم .. فما اجمل ان نرتب لهم رحلات الى بدر ليزوروا ارض المعركة .. وموقع النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة في العدوة الدنيا .. وموقع كفار قريش وطغاتها في العدوة القصوى .. ومكان هروب ابي سفيان من الملص بالركب اسفل منهم .. ومسجد العريش حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يشرف على سير المعركة ومعه ابو بكر الصديق رضي الله عنه .
ولاشك ان زيارة هذه المواقع تربط هؤلاء الزوار الذين يفدون بالملايين بهذا التاريخ هم واولادهم واسرهم .. وهي فرصة لنا لتشجيع السياحة الدينية .. وتنمية هذه المواقع .. والحق اننا في امس الحاجة الى ربط اولادنا بمثل هذه الآثار في مكة المكرمة والمدينة المنورة وما حولهما لأنها جزء من تاريخها واثرها ومآثرها وآثارها .
وختاما فإننا نفرح عندما نرى الحجاج يشاهدون التوسعات التي تمت ولله الحمد في الحرم النبوي الشريف .. والامكانات التي اضيفت والخدمات التي تم توفيرها .. ونحن نشهد الله عز وجل انها انما عملت لخدمة وراحة هؤلاء الزوار الذين يفدون الى هذه المدينة الطيبة الطاهرة .
واننا ندعو الله ان يحفظ خادم الحرمين الشريفين الذي حرص منذ ان تولى الحكم على مواصلة العناية بالحرمين الشريفين وتوفير كل خدمة لحجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة او زوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي نعمة عظيمة أن عم الأمن والأمان والراحة والإطمئنان .
وجزى الله خيرا ولي العهد حفظه الله والنائب الثاني الذي يقود خطة الأمن والأمان .. وكل الرجال الذين يعملون من أجل راحة الحجيج .. بل وكل مواطن ومواطنة ينذر نفسه لخدمة ضيوف الرحمن .. واسأل الله لهم ولنا معهم حجا مبرورا وسعيا مشكورا وزيارة ميمونة للمسجد النبوي الشريف والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والوقوف على مثواه الكريم .
والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل ،،
 




الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب