شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

الاحتفاء برسول الله صلى الله عليه وسلم يستوجب ربط الانسان المسلم بهذه السيرة العطرة وطاعته صلى الله عليه وسلم ومن اول مظاهر الاحتفاء به كثرة الصلاة والسلام عليه ، فهما من أروع ما يجعلنا على اتصال دائم بهذا النبي الكريم ذو القدر العظيم

 بأبي انت وأمي يارسول الله

لماذا كانت  خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
محمد عبده يماني

إن من يتتبع سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وولادته ونشأته وزواجه  يدرك ان هناك علامات بارزة وأساسية في حياته صلى الله عليه وسلم ، كما ان هناك شخصيات ساهمت بفضل الله وتقديره في دعم سيدنا محمد وعونه وتأييده عندما بدأت مسيرة الدعوة ، وحتى من قبل ذلك ، ومن أبرز هذه الشخصيات السيدة خديجة بنت خويلد ، التي شكلت علامة بل علامات بارزة ومؤثرة في مسيرته صلى الله عليه وسلم .
ومن هنا يأتي السؤال : لماذا كانت خديجة ؟؟ .. ولماذا كانت هذه السيدة بالذات ؟؟ .. وأية اقدار ربانية شاءت ان تكون في هذا الوقت بالذات من مسيرة وسيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم !! .. فخديجة بنت خويلد والتي هي أولى زوجات المصطفى لاتعتبر زوجة فقط ، بل رفيقة درب ، فقد شكلت علامات بارزة في مسيرة الدعوة الاسلامية وفي مسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، هذه الانسانة  كانت مشجعة ومؤيدة ومشاركة وداعمة بمالها وبرأيها وبجاهها وبحسبها ونسبها .. وقفت معه بالرأي والمشورة ، وساهمت بكل ما تملك ومن تملك ، وأيدت كل ما قال وماكان يقول .


قامت السيدة خديجة بمواقف عظيمة دلت على رجاحة عقلها وجرأتها في مواجهة التحديات ، وحبها الكبير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسعادتها بالمشاركة في هذا الأمر العظيم  ، وهذه الدعوة المباركة ، حتى رأيناها وهي تدثره وتزمله وتقف معه مؤيدة وداعمة ، وعندما أدرك عظم الأمر وثقل الوحي وجاءها يشكو اليها قالت تلك العبارات التي خلدها التاريخ : " كلا والله لن يخزيك الله أبدا ، انك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتعين على نوائب الحق ، أبشر يابن عم واثبت فوالذي نفس خديجة بيده اني لأرجو ان تكون نبي هذه الأمة " .. وهنا نراها تقسم بالله ، مؤمنة به غير عابدة لصنم او مشركة ، فقد كانت من الحنفاء .


ثم نرى المواقف العظيمة الأخرى التي وقفتها عندما جاء الملك ، وأخذ يتحدث الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعندما قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم  :- يا خديجة إنه يأتيني آتٍ ويقصد بذلك جبريل عليه السلام فقالت له وهي تريد أن تعرف حقيقة الوحي – إذا جاءك أخبرني – فقال لها في يوم من الأيام : هاهو ذا يا خديجة قد أتى ، وهنا تظهر رجاحة عقل هذه السيدة وفهمها حيث قالت للرسول صلى الله عليه وسلم اجلس على شقي الأيمن فجلس على شقها الأيمن فقالت له :- هل تراه ، قال :- نعم ، قالت السيدة خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم  أجلس على شقي الأيسر فجلس على شقها الأيسر فقالت له :- هل تراه الآن ، قال :- نعم ، فقالت له :- اجلس في حجري فتحول وجلس في حجرها فقالت له :- أتراه الآن قال :- نعم ، فرفعت خمارها عن رأسها وبقيت حاسرة الرأس وقالت له :- هل تراه الآن قال :- لا ، فقالت قولتها المشهورة " يا محمد ما هذا بشيطان هذا ملك من ملائكة الرحمن " . قالت رضي الله عنها ذلك بفقه لأن الملك غادر المكان عندما كشفت عن رأسها وأدركت أن هذا التصرف لا يتصرفه شيطان ، بل هو ملك من الملائكة ، وهذا وايم الله فقه وأي فقه
ثم تصرفت تصرفًا لايتصرفه الا العقلاء عندما اخذت سيدنا محمداً الى ورقة بن نوفل الذي قال للنبى صلى الله عليه وسلم عندما أخبره بما جرى معه فى غار حراء: هذا الناموس الذي انزله الله على موسى  ياليتنى فيها جذعاً ليتنى أكون حياً اذ يخرجك قومك. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " أو مخرجي هم ؟ قال نعم لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً.


ونأتي للموقف العظيم  الآخر وهو عندما كانت تذهب اليه في الغار وهو يتحنث فكانت تمشي من بيتها تحمل اليه الطعام والشراب ، وتقطع المسافة بين بيتها وجبل النور وهي تقدر بـخمسة كيلومترات واربعمائة متر تقطعها ذهابا وايابا ، لاتكل ولاتمل ، ثم تصعد الى الجبل الذي يبلغ ارتفاعه ثمانمائة وستة وستين مترا فوق سطح البحر . كل ذلك لتطمئن عليه ، وتعينه على ماهو فيه ، فاذا ما وجدته منشغلا في عبادته وتحنثه عادت وتركت الطعام دون ان تزعجه تقديرا منها لتلك الخلوة وحرصا على عدم ازعاجه بأي شكل من الأشكال تفعل ذلك وهي فرحة سعيدة .. فهي اذا لم تكن امرأة عادية او عابرة سبيل ، وانما كانت امرأة راجحة العقل ، سليمة الفطرة ، نقية السريرة ، شجاعة كريمة وموفقة بتوفيق الله عز وجل.
ثم دعونا نراها في ذلك الموقف الذي حدث يوم  تنادت قريش بعزل النبي صلى الله عليه وسلم وحصاره مع اهله بني هاشم وبني المطلب ، والتضييق عليهم في شعب أبي طالب ، ومنع الطعام وكل مقومات الحياة عنهم .


فلم ترض هذه السيدة العظيمة ان تبقى في دارها المترفة تنعم برغد العيش مع انها ليست معنية بهذه المقاطعة ،  لقد كان ذلك بيدها لو ارادت ، ولها في عشيرتها بني اسد قوة ومنعة ، ولكنها آثرت ان تلحق بزوجها الحبيب ، صلوات الله وسلامه عليه ، ورضي الله عنها . ولم تمنعها سنها وهي تخطو نحو الثالثة والستين من متابعة الجهاد وهي التي كانت بحاجة الى الراحة والى من يعتني بها ، ولقد أثر موقفها في رجال عشيرتها ، كيف يرضون ان تجوع وتحرم تلك المرأة العظيمة التي كانت تغدق على بيوتات عشيرتها من البر والخير ما لم يكن يفعله كبار أغنيائهم وحتى كبار كرمائهم ، فاندفع بعضهم يحمل إليها الطعام سرا .. وها هو ابن أخيها حكيم بن حزام بن خويلد يحمل إليها القمح ، ومرة يلقاه أبو جهل فيحاول منعه ويتماسك الرجلان ، ويراهما أبو البختري بن هشام ـ وهو ابن عم خديجة ـ فيتصدى لأبى جهل ويضربه بعنف ويشجه ويلقيه الى الأرض ثم يطؤه وطأ شديدا . ولم تكن السيدة الطاهرة ، رضى الله عنها ، تستأثر بالطعام الذي يرسل اليها وانما توزعه على جميع من في الشعب ، ولا تنال منه إلا أقل من أي فرد منهم . لقد أثرت فيها هذه المعاناة من الحصار ، والخوف على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم  وأثر هذا كله في صحتها لكنها كانت تتماسك حرصا على موقف الرسول الحبيب . واستمر الحصار المرير ثلاث سنوات إلى أن أذن الله فأرسل على الصحيفة الظالمة تلك الآية التي عرفت بأنها الأرضة فأكلتها ولم تبق فيها إلا اسم الله ، ونزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه بذلك . واخبر عمه أبا طالب ، فقال : والله انك لم تكذبني ونهض الى رجال قريش ، وكانوا عند البيت .


وقال أبو طالب للنفر القرشيين هاتوا صحيفتكم ، وظنوا أن أبا طالب جاء ليسلمهم ابن أخيه بعد ان أنهكهم الحصار ، لكن أبا طالب طلب إحضار الصحيفة قبل أن تطلع قريش على ما جرى لها .. وبعد أن جاؤوا بها قال لهم أبو طالب : قد جئتكم بأمر فيه النصفة لنا ولكم . ثم قال لهم : ان ابن اخي قد اخبرني بكذا وكذا ـ واخبرهم بما قال النبي صلى الله عليه وسلم ـ فان كان صادقا فانتهوا عن قطيعتنا ، وانزلوا عنها ، وان كان كاذبا دفعت إليكم ابن أخي .
وقال القوم : قد رضينا وتعاقدوا على ذلك ، ثم نظروا فإذا هي كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ، فزادهم ذلك شرا وكبرياء وغطرسة وإصرارا على الظلم واتباعا للباطل .. لكن رهطا من عقلاء قريش هالهم وآلمهم ما آلت اليه حال بني هاشم والمطلب ، ومن التحق بهم في الشعب ، وكان على رأس هؤلاء : هشام بن عمرو بن الحارث وزهير بن أبي امية ، والمطعم بن عدي ، وزمعة بن الأسود ، واجمعوا أن يمزقوا الصحيفة ، وهذا كان نصرا لأبي طالب وتأييدا لما كان من أمره مع الذين حاورهم بشأن الصحيفة ، وكانوا حاضرين المحاورة فتنادوا من جنبات المسجد بإبطالها ، وغلب أبو جهل هذه المرة على أمره .


وخرج المسلمون من الحصار ، وهم أمضى عزيمة واشد قوة لم يزدهم الحصار الا أيمانا وإصرارا على المضي في الدعوة ، وكان اثر الحصار سيئا على قريش ، فقد تسامعت به العرب وزاد إعجابهم بالمسلمين وثباتهم مع نبيهم ، فزاد عدد الداخلين في الإسلام ، وخرجت (الطاهرة) منهكة القوى متهالكة البدن قد جاوزت الخامسة والستين أو كادت ، وصبرت واحتسبت تدعمه وتشجعه ولم تكن  امرأة عادية .. كانت زوجة وفية  .. ورفيقة درب .. لم يخترها الرسول صلى الله عليه وسلم ، وانما هي اختارته لتتزوج منه بعد ما رأت منه تلك الأمانة .. وتلك الرفعة .. وذلك النقاء والصفاء ، ثم ما أحست به بعد حديث خادمها ميسرة بعد عودته من رحلة الشام ، وما ذكره لها من أمور غير عادية لم يعرفها الغلام ، ورواها على سجيته ببراءة وصدق ، ولكنها هي التي تعمقت في ذلك ، وأحست بابعاد شأن هذا الانسان ، ومن هنا فاننا نقول بكل صراحة : ان هذا المرأة العظيمة لم تأت من صدفة ، وانما اختارها الله عز وجل لتكون بجوار المصطفى صلى الله عليه وسلم ، تشجعه وتدثره وتزمله ، وتصدقه الرأي وتخلص له المشورة ، وتعينه على تحمل اعباء المسيرة .
ومن هنا كانت جزءا اساسيا في بداية حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وفي مراحل تنزيل القرآن ، واثناء تحنثه في غار حراء ، وعندما بدأ القرآن يتنزل عليه ، ثم كان ما كان من ذلك الحب العظيم في قلبه صلى الله عليه وسلم لهذه السيدة الكريمة ، والانسانة العظيمة ، واخذ يعلن على الملأ بعد وفاتها انه عام الحزن .. عام الألم .. فقد فقدها ، وفقد عمه أبا طالب في سنة واحدة .


ثم أعلن على الملأ مرة أخرى : " اني احبها ، وقد رزقت حبها ، فأنا أحبها وأحب من يحبها " وفي صراحة تامة قال عنها للسيدة عائشة : " ما أبدلنى الله  خيرا منها ، صدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله منها الولد اذ لم يرزقني من غيرها "   
ومن هنا يمكن القول بأن هذا السيدة انما سبقت ارادة الله فاختارها عروسا لنبيه ووزيرا، ومعينا ومشيرا، وسندا ونصيرا ، واختصها وحدها من بين نسائه بحضور أول الوحي ، وأول الاصطفاء ، وأول نزول القرآن ، وكانت اولى المجاهدات ، وأولى الصابرات ، ، وأولى الباذلات ، ثم جعل ابنتها فاطمة من بعدها أم عترته وأصل ذريته ، فكانت أم أبيها. وكان صلى الله عليه وسلم زوجا وفيا ،  وقلبا حبيبا، ودفئا خصيبا جمع له فيها حب الزوجة وسكنها ورأفتها ورحمتها ، وعطف الأم وحنانها، ووفاء الحبيبة وصدقها، وفداء المؤمنة به وعونها، مع صدق المشورة وطهر السريرة، ودأب الوزيرة ،  وحلم حازم وبر دائم، وحنان موصول، ومال مبذول، وحب لا يحول.، وسل عن كل ذلك وفاء خير الناس لها حبيبها المصطفى من بعد رحيلها ذكرا لمناقبها، وتعدادا لمواهبها، وبقاء على عهدها وصلة لأحبائها.وخير نسائها خديجة .."  إني لأحب حبيبها"."اللهم هالة""أرسلوا هذا إلى أحباء خديجة""كانت تأتينا أيام خديجة"إنها أم المؤمنين الأولى،وزوج الحبيب الأولى،والمسلمة الأولى،والصديقة الأولى،والحبيبة الأولىوالمجاهدة الأولى.. والوزيرة الأولى التي هيأتها العناية الإلهية له صلى الله عليه وآله وسلم سيدة نساء العالمينوأم فاطمة سيدة نساء أهل الجنة  عقيلة قريش وسيدة مكةالرفيعة المنيعةالودود الولودالطاهرة المطهرة .. الكريمة المعطاء   يا أم القاسم والطاهر .. وزينب ورقية وأم كلثوم وأم ا بيها فاطمة الزهراء .. أيتها السيدة التي وصلك السلام من رب العزة والجلال .. فسلام عليك يا أول زوجات المصطفى ، ويا أم المؤمنين وأكثرهن تضحية .. وكلهن امهات المؤمنين .. ولهن في قلوبنا كل محبة وتقدير ولكن شاءت ارادة الله ان يكون لك السبق فتكوني الأولى .. فسلام على امهات المؤمنين جميعا .


ان حياة أم المؤمنين خديجة تاريخ مشرف ومشرق لسيدة.. طاهرة.. شريفة  فاضلة أكرمها الله عز وجل فاختارها لتكون بجوار النبي الكريم والرسول العظيم ، وأكرمها عز وجل بسمعة عطرة وسيرة فاضلة في الجاهلية والاسلام.. وكانت رضي الله عنها ذات حسب ونسب وجمال وعفة ومودة وأخلاق وعقل راجح وهمة عالية  فكانت أول من أسلم وصدق وآمن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى إنها بشرته وهدأت من روعه  حين جاءه الوحي أول مرة ، وعاد الى بيته مشفقا على نفسه مما سمع ورأى وهو يقول : زملوني .. زملوني .. دثروني .. دثروني .
خديجة بنت خويلد التي لها حق في رقبة كل مسلم ومسلمة بما قدمته لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهى أول أمهات المؤمنين.. وقفت معه وأيدتـه وشجعته ونصرته وثبتته وأعطته وأعانته على المضي في جهده وجهاده ودعوته  ودعمته بكل ما تملك . هذه السيدة التي صبرت مع رسـول الله على إيذاء قريش وعنتهم وظلمهم.. وكانت ذات شأن وفضل في الجاهلية فعرفت بالطاهرة.. وقد حفظها الله من أرجاس الجاهلية فكانت تشعر بقلق وعدم قناعة بعبادة الأصنام ولهذا كانت تلجأ الى ابن عمها ورقة بن نوفل تسأله وتبثه قلقها وحيرتها. نشأت السيدة خديجة في بيت طيب وبيئه كريمة فهي ذات حسب ونسب فبيت أهلها من أعـرق بيوت قريش ومن أعلاهم نسبا، وثراء ووجاهة.وقد ولدت رضي الله عنها قبل عام الفيل بخمس عشرة سنة.أبوها خويلد بن أسد بن عبد العزي أخ لعبد مناف.. وأمها فاطمة بنت زائدة وأم فاطمة هى هالة بنت عبد مناف الجد الثالث للنبي صلى الله عليه وسلم.


تزوجت برسول الله وهى ابنة أربعين سنة ، بينما كان هو في الخامسة والعشرين ، وكانت قد رغبت في الزواج به بعد ما علمت من أخبار فضله وأمانته وبركته وعاشت هذه السيدة حياة هنيئة رغدة في جوار رسول الله قبل أن يوحى اليه ، فلما أتته النبوة وتحمل في سبيل الدعوة الأذى والآلام والحرمان ، وقفت الى جانبه ، وصبرت معه ، وضحت في سبيله ، وقدر لها تلك المواقف الصابرة الشجاعة ، فلما ماتت ، أحس بآلام فراقها ، وظل وفيا لها ، يثني عليها ، ويذكر مواقفها الصادقة ، وتضحياتها الكبيرة ، وأصبحت ذات مكانة عالية ، ومحبة صادقة في قلوب المؤمنين والمؤمنات حتى قيام الساعة ، وخصها الله عز وجل ، فجعل ذرية النبي صلى الله عليه وسلم محصورة فيها ، فلم يرزق الولد من غيرها .كانت وزيرة صدق.. صدقته وصدقت معه وكانت خير عون وسند ونصر بتوفيق الله عز وجل وكانت الصديقة الأولى.انها خديجة ..انها الصديقة ..انها الوفية الانسانة التي اختارها الله لهذا الدور ..وهيأها لهذا الشرف وأكرمها .. وكرّمها .. فكانت لها تلك السيرة العطرة ، والصحبة الكريمة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . والحمد لله أن ماتت ودفنت بمكة في مقابر المعلاة في الحجون  وهى في الخامسة والستين وقبل الهجرة بثلاث سنوات وكان ذلك في رمضان على معظم الأقوال .


لقد توفيت السيدة خديجة بعد ان وقفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تؤيده وتثبته وتنصره ، تدثره وتزمله وتصدقه ، وتبذل كل ما تملك في سبيل نصرته وراحته وكانت تصعد الى غار حراء تطمئن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتحمل له الماء والزاد وتثبته.. وكانت في بعض الليالي تلقاه في موضع مسجد الإجابة في المعابدة وهو معروف عند اهل مكة اليوم وتبيت معه هناك ثم يعود الى الغار للتعبد وتعود هى إلى بيتها.. وفي كل الأحوال كانت تحرص على راحته وتطمئن على سلامته وتعمل كل ما في وسعها لسعادته.
وما أن وافق أبو طالب على أن يكون علي رضي الله عنه في أحضان سيدنا محمد.. يرعاه ويربيه حتى قامت برعايته وفرحت بمقدمه.. وأعطته من حنان الأمومة ما جعله يشعـر بالحب الكبير لها ولرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. ونشأ في ذلك البيت الطيب الطاهر
هى امرأة فاضله كريمة حنون.. حنت ورقت لمرضعة رسول الله حين جاءت تسأل عنه فزارته في منزل السيدة خديجة التي فرحت بها وأكرمتها..أكرمت وفادتها وأعطتها من المال ما يساعدها على حياتها في الباديه فقدمت لها قطيعا من الغنم وبعض الإبل هدية لها.


رحم الله أم المؤمنين خديجة ، فقد آمنت حين كفر الناس ، وأعطت حين منع الناس ، وصدقت حين كذب الناس ، ووقفت معه يوم اشتد أذى الكفار عليه ، فلن ننسى مواقفك العظيمة ، بل نسأل الله ان يجزيك خير الجزاء فقد كنت سكنه المطمئن وكنت المهدئ لروعه ، وكنت الزوجة الصالحة ، والرفيقة الفالحة أم كيف ينسى مؤمن يوم جاءك الحبيب قائلا : لقد خشيت على نفسيفكان جوابك: كلا والله لن يخزيك الله أبداإنك لتصل الرحموتحمل الكلوتكسب المعدوموتعين على نوائب الحقابشر ياابن عم واثبت فوالذي نفس خديجة بيده اني لأرجو ان تكون نبي هذه الأمة فما أروع مواساتك
وختاما لانملك الا ان نقول : رضي الله عنها وأرضاها ، وجزاها من الخير ما تستحقه ، والحمد لله ان بشرها رب العزة والجلال بواسطة جبريل عليه السلام ببيت في الجنة من قصب لاصخب فيه ولا نصب جزاءً لكل ما عملت هذه الأم الصادقة الصدوق والتي حظيت بحب المصطفى ، وأمرنا بحبها وحب من يحبها الى ان يرث الله الأرض ومن عليها .

 رضي الله عنها وأرضاها ..

الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب