شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

لو عدنا الى حظيرة الإسلام واخذنا بأسباب التطور الحديث وعدلنا مناهجنا ، واصلحنا مدارسنا ، وبدأنا نعلم ابناءنا طرق التفكير  الصحيح والعمل الجاد لوصلنا ا لى ماوصل اليه القوم ، بل لتعدينا ذلك ولأضفنا وأبدعنا .

 المسلمون والتطور في علوم الفضاء

يتفق الشرق والغرب على ضروب من التقاليد الإنسانية في ذكر شيء من مآثر الشخصيات التي تترك مناصبها بعد سنين، أو عقود من الزمن قضتها هنا أو هناك
، ويتجسد أمامي مشهد الاستقالة المفاجئة للزعيم العمالي هارولد ويلسون wilson عام 1976م، وكانت مارجريت تاتشر thatcher آنذاك زعيمة للمعارضة، فوقفت تتحدث بصوت ملؤه الشجن بأنها تشعر بالأسى لرحيل خصمها ويلسون لأسباب منها، لطفه في معاملة الآخرين، وأنه في أحاديثه في مجلس العموم كان يملك حضورًا لافتًا ممّا يحمل الآخرين على الانبهار بعباراته.* وتضطر تاتشر بعد "14" عامًا 1990م قضتها في السلطة للاستقالة، فيقوم زعيم المعارضة العمالية -آنذاك- نييل كينيك neil kinnoek، بزيارتها في دواننغ ستريت ليعبّر لها عن تقديره للسنوات التي أمضتها في خدمة بلدها.* وفي السياق المحلّي أتذكر المقالة المؤثرة التي كتبها المرحوم الدكتور غازي القصيبي -وأخالها في صحيفة الجزيرة- بعدما غادر المرحوم الدكتور محمد عبده يماني كرسي وزارة الإعلام، معددًا مآثر أبي ياسر، وخصوصًا لجهة بذله لجاهه، وأزعم أنه -رحمه الله رحمة الأبرار- كان سخيًّا بهذا وسواه؛ ممّا يمكن أن يدخل عند البعض في باب الأسطورة، بينما هي حقائق عرفتها كغيري عنه، وعن صديقه ورفيق دربه الإنسان الدكتور عبدالعزيز خوجة، الذي خدم دينه ثم مليكه ووطنه لمدة تقارب نصف قرن من الزمن، وهو في عمله في الجامعة أستاذًا، وعميدًا، ومشرفًا إداريًّا، وفي السلك الدبلوماسي سفيرًا، وفي الإعلام وكيلاً، ووزيرًا، لا تشعر أن بينك وبينه حاجزًا، بل تبلغ شمائله الطيبة مداها من الرفعة والسمو عندما يشعرك بأن مسألتك هي مسألته، وأنك أكرمته بعرضها عليه، وهذا هو حاله مع مَن عرف، أو لم يعرف، وإذا كانت هذه الشمائل قد استقاها من تنشئته في البلد الحرام، حيث تتنزل الرحمات، وتُحط الأوزار، ويتماهى عالم الغيب مع دنيا الشهود، وينزاح عن النفس حجابها الأرضي؛ لتحلق في عوالم الملكوت مُقرَّة بضعفها الإنساني، سائلة الرب -عز وجل- مغفرته ورحمته ورضوانه، فإنه قد ارتوى أيضًا من التراث الشعري الذي أبدعته قرائح المبدعين الكبار منذ امرئ القيس، ومرورًا بحسان بن ثابت -رضي الله عنه- وعمر بن أبي ربيعة، والبوصيري، والبرعي، وابن الفارض، وانتهاءً بـ"شحاتة"، و"سرحان"، وإبراهيم فطاني، ومحمد أمين الكتبي.وهذا الارتواء الأدبي والشعري هو الذي جعل منه صديقًا لأرباب الكلمة ومبدعيها، ومتعاطفًا بصدق وأريحية -معهم- ومواسيًا لهم في أوقات الشدة، حيث يعز الرفيق، ويندر الخل الوفي، وإذا كانت شهادتي في أبي عزة، تنبثق من معرفة تمتد لعقود عدة، فإن معرفتي بخلَفه -أبي حمزة الدكتور بندر حجَّار كأخ، وزميل درب هي الأخرى تأخذ مقدارًا كبيرًا من الزمن، وكانت بداياتها في كتّاب الشيخ محمد علي الحلبي، في حي الساحة، ثم تتواصل مسيرتها في منازع شتى بين الزرندي، والعينية، وبرحة باب السلام، وكنا كثيرًا ما نلتقي في حصوة المسجد الطاهر، أو على باب المكتبة المعروفة -آنذاك- أعني مكتبة "ضياء" والتي كانت تُعنى بتوفير الصحف والمجلات، وبعض من مصادر ومراجع الأدب الحديث. وإذا كان لمكتبة "ضياء" ومعها مكتبات السيد عبدالله يماني، وعبدالمحسن الكتبي، والنمنكاني فضلٌ في فتح أبواب المعرفة أمام جيلنا وأجيال سبقتها، أو لحقت بها، فإنه أيضًا ممّا يستدعي الإشارة والتنويه إلى مكتبات عريقة كانت تتناثر على أطراف أحياء اندثرت مثل "ذروان"، وحارة "الأغوات"، و"باب المجيدي"، وأتساءل وربما فعل الصديق والزميل "بندر" معي: أين هي "المحمودية"، و"عارف حكمت" و"مظهر الفاروقي"، ولربما رددنا -معًا- القول الشعري البديع:كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفاأنيسٌ ولم يَسْمر بمكة سامرُ 

الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب