شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

الصحابة رضوان الله عليهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أاتبعوه وافتدوه بأنفسهم ، وكانوا يتطلعون الى صحبته في الدنيا والآخرة ويخشون ان تقصر بهم اعمالهم فلا يكونون معه صلى الله عليه وسلم هكذا احبوه وأحبهم وكانوا هم السابقون ، وكانوا اشداء على  الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا فحل عليهم رضوان الله وبركة رسوله الكريم ..

 بأبي انت وأمي يارسول الله

الاصلاح يبدأ من هنا
محمد عبده يماني

لاشك ان الحوار الوطني الذي تم يعتبر مكسبا من المكاسب ، ولكن يجب ان نعي ان الحوار في حد ذاته ليس غاية وانما هو وسيلة للتفاهم والتحاور ، وأخذ خطوات جادة نحو مسيرة الاصلاح التي نحن بحاجة اليها في شتى المجالات ، ومن ينظر بعمق يلاحظ ان هناك غياب للجدية في الأمة في حدودها الاقليمية الأممية كدولة او في حدودها الواسعة كأمة عربية ثم كأمة اسلامية هذا الغياب في الجدية يتمثل في مواقفها بالنسبة للتربية والتعليم في عصر التقنية والاتصالات والقفزات العلمية الكبيرة وعدم ترابطها بالرغم ما بينها من روابط وصلات ، في وقت نشاهد الدول الأوربية كيف اتحدت بالرغم ما بينها من عداوات ، فوحدت اقتصادها ، وبدأت بجمع شملها حتى تكاد تصبح قوة اقتصادية تهدد الهيمنة الأمريكية .


ان غياب جديتنا ادى الى عدم اهتمامنا ببناء الراس مال البشري فقاد ذلك الى تردي صناعاتنا ، لأننا لم نعطها المرونة اللازمة لهذا اعتمدنا على الاستيراد ، وجلسنا مجلس الزبائن بالنسبة لتكنولوجيا الصناعات في الغرب بينما جلس ابناء امم اخرى كاليابان مثلا من هذه التكنلوجيا مجلس التلاميذ حيث تعلموا كيف يصلحون الآلات اذا تعطلت او يطورونها اذا احتاجت الى تطوير اما نحن فكلما تعطلت آلة ذهبنا لشراء آلة جديدة . 
هكذا عانت الصناعات لدينا لعدم دراستنا الجادة لتكنولوجيتها من معوقات كثيرة هذا اذا ما اضفنا اليها معوقات اخرى اهمها غياب المرونة في التصدير والاستيراد سواء من ناحية استيراد المواد او تصديرها ومعوقات الجمارك او استقدام العمالة المطلوبة او بناء رأس المال البشري السعودي المدرب لقد غابت الجدية فينا في مجال الحرص على نقل التكنولوجيا والعلوم وتقنية الصناعات والاتصالات حتى اصبحنا عالة على الأمم من حولنا واخذنا نتفرج ونجلس في مجالس المشاهدين وبتنا نشعر بالخوف على مستقبل ابناء هذه الامة اذا ما سارت العملية التعليمية وتعاملنا مع نقل تقنية العلوم على هذا النحو من النمطية ، والتقليد والتكرار ، دون ملاحظة لابعاد تشكل المرحلة الحضارية التي نمر بها ، والتي تستوجب نظرات جادة في التعليم عندنا ، وخطوات فاعلة والا فان سيلا من المشاكل ينتظرنا وسيبقى بدون حل ، وستكون كل محاولة للحل هي من باب الترقيع والتلفيق والحلول الجزئية ، ولن نستطيع عندها ان نفعل اي شيء ، لأننا نكون قد تجاوزنا مراحل الحل وغفلنا عن مرحلة التخطيط ، ولهذا فلا بد من مواجهة المشاكل عندها والتي ستهبط علينا دفعة واحدة كالقضاء ، وستكون في مقدمتها قضية البطالة ، وانخفاض الانتاجية وعدم القدرة على العمل ، وعدم رضا الشباب عن انفسهم ، وعدم رضا اصحاب الاعمال عنهم ، وعن تأهيلهم ، ثم مرحلة ضياع لطاقات كبيرة ، واهدار قدرات عظيمة بسبب عدم التخطيط لها وتعليمها واعدادها بالطرق الصحية التي تتناسب مع حاجات البلاد ، وفرص العمل فيها ، ولاشك ان اسوأ مرحلة تمر بالشباب هو عندما يشعر الفرد انه غير راض عن نفسه ، وعن تأهيلة ، كما يشعر بأن الناس غير راضية عنه ، وانه اندفع في طريق تعليمي غير صحيح وغير مناسب لا لقدراته ولا لرغباته ، ثم في غير المجالات التي تحتاج اليها البلاد ، فيأخذ طريقة الى الشارع العام او الكازينوهات ، وتبدأ المشاكل الحقيقية التي اذا حاولنا علاجها فسيكون الوقت متأخر ، وسيكون علاجا لمشاكل اوجدناها نحن بأيدينا وغفلنا عنها ، ولم نتعامل معها بمسئولية ولا جدية وليس في الوقت المناسب . 

اما في مجال الزراعة فحدث ولا حرج فنحن امة تزرع ما لاتحتاج اليه ، وتستورد المنتجات التي تحتاج اليها ، ولم نتورع في اهدار طاقاتنا وثرواتنا المائية فقما باهدارها ولم نركز في كيفية استغلالها الاستغلال الأمثل .
وفي مجال السياسة بكل أسف لم تتوحد الصفوف ولم تجتمع الكلمة فيما بيننا وضيعنا علاقاتنا ببعضنا البعض ، فأهدرنا عمقنا في افريقيا بعد ان كانت قريبة منا وعمق عماقنا الاسلامية .


ثم جاء اعلامنا كمأساة تضاف الى تلك المآسي بغياب الجدية فيه ، حيث فقد الناشئة والشباب الارتباط بعالمنا العربي والاسلامي ، ونجح الغرب في جذبهم وفقدنا مصداقيتنا لدى العالم الخارجي فالناس لاتثق في الاخبار التي نتبناها ، والاعلام الخارجي يغزونا ويشوه صورنا ، فنحن لانستطيع التأثير او حتى الدفاع عن انفسنا ناهيك عن الوصول الى المشاهد المستمع في الغرب ، لأننا فوتنا على انفسنا الحصول على الموجات والترددات القوية فنتج عن ذلك ضعف اعلامي واضح .نحن لم نصغ ، ولم نستفد من آراء المنصفين والعقلاء في الغرب الذين وقفوا معنا في ازماتنا وايدونا في قضايانا العادلة بأي شكل من الاشكال لأننا امة لاتسمع الا نفسها فنحن ماضون في معالجة قضايانا بصورة اعلامية ودعائية وهذا اضر بنا دون ان يكون هناك استفادة حقيقية او جادة .  ان الأمم التي تقدمت حرصت على احاطة رجالها من علماء ومفكرين  بمناح حر ساعدهم على الابداع بينما غيب لدينا هذا المناخ فأفسد الانتاج الفكري والعلمي والأدبي لدى علمائنا ومفكرينا بل اننا نرى بعض هؤلاء المفكرين يصلون ويصومون ويتقربون الى الله ولكن مشكلة بعض هؤلاء ليست في العبادة وانما في الظروف التي دفعتهم للولاء لغير لغير المسلمين من اجل مكاسب مادية وفكرية واجتماعية واقتصادية .


ان مشكلاتنا كدول اسلامية وكمسلمين اعمق مما نتصور واول ما نحتاج اليه هو منهج نسير عليه لكي نصل وهناك مثل يقول : (اذا ظلت القافلة فافضل ما تفعله هو العودة الى حيث انطلقت ) لقد تبعثرت جهودنا كدول اسلامية واصبحنا غثاء كغثاء السيل ولم نول اهتماما بمناهجنا ولم نركز على موضوع التربية ولم ننتبه لموضوع الغلو والتزمت وغياب الحوار وتعليم الناشئة احترام الرأي الآخر فأنقسمنا الى فريقين فريق مريض بالشكل والقشور وجعلوا دينهم مثل اصحاب البقرة من بني اسرائل وفريق مريض بمظاهر التحديث وطقوسه وليس بالأسس والجوهر ولم يعتبر بالتجربة الكورية واليابانية حتى انك تجد اننا نخلط في ابسط الأمور التي منحها الله الانسان للمسلم الا وهي الحرية فتجدنا اكثر امم الأرض لغطا بالحرية والديمقراطية ثم تجدنا اكثر الأمم قتلا للحرية والديمقراطية ولاشك ان هناك عوامل كثير ساعدت على قتل تلك الحريات في عالمنا منها الفساد الاداري المستشري في انظمة الحكم والسياسات الغير الاقتصادية التي تتبعها العديد من الأنظمة ، فظل هذا الفساد يتعاظم مع تعاظم الموارد المالية مؤديا الى تكبيل المزيد من الحريات ولم ينحسر في مرحلة الانحسار بل ظل قائما راسخا مؤديا لضعف ملحوظ في العديد من الأنظمة وسقوط الهيبة العربية في مجملها حتى تسيدت امريكا المنطقة مما ادى بدول الخليج الى اعتبارها امانا لها فقدمت تسهيلات خطيرة جعلتها السيد المطلق فأثر ذلك على عائدات نفطها التي كان من الممكن الاستفادة منها لتحقيق التنمية بشكلها المخطط له وتأمين المستقبل بتلك الثروات التي ستنضب اذا لم تتدارك ذلك . اما فكرة الوحدة فهي غائبة تماما في منظور دولنا ، وهذه الدول لديها هياكل مؤسسات ولكنها ليست بالضرورة مؤسسات بالمسمى المعروف فهناك وزارات وبنوك وقيادات اركان واعلام واناشيد وطنية ولكن اكثرها يبتعد عن الممارسة العصرية بنسب متفاوتة وان ظل الاعلام يقدمها لنا بأنها مؤسسات فاعلة ومبهرة .


 علينا ان ندرك أن المبادرة الفردية أساس كل عمل ، وكل تقدم ، وسواء كان ذلك في الاقتصاد ، أو الآداب ، أو الفنون ، او الأفكار ، وعكس ما يقوله المستبدون هو الصحيح. فحين يزدهر الفرد يزدهر المجتمع بالضرورة والتبعية  وازدهار الفرد منوط بعمله ، وانتاجه ، واستواء شخصية ، وتطور فكره وعاداته وتقاليده ، وهذا كله لا يتحقق منه مثقال ذرة ، مالم تعط الحرية للفرد لكي يبادر ، ويفكر ، ويعمل ، وينتج وينطلق في حدود القوانين العادلة التي تساوي بين المجتمع أمام القانون ، ولا تقهر فكراً ، أو تحظر عملا نافعا ، أو تفرض على الأفراد رضوخاً لقيم لا يؤمنون بها ، وآليات يرفضها تكوينهم ومزاجهم . 


لقد عانت مجتمعاتنا طويلاً من مزاعم تسربل بها الاستبداد ، ووضعت المجتمع في تناقض مع الفرد كذريعة للانقضاض على الحريات الفردية ، ولم يكن نتيجة هذا الا القضاء على المبادرة الفردية وعلى قدرة الفرد على الاستثمار ، مما أدى إلى انكماش الطاقة الفردية ، وخمولها ، وتآكلها ، وقد أفضى هذا بالضرورة وحتما إلى انهيار المجتمعات وتخلفها .
لقد آن لمجتمعاتنا ان تتيح للفرد أن يأخذ حقه ويتحمل مسئولياته ، وأن يمارس كل حرياته ويتحمل مسئولياته ويعمل وينتج ، وأن تضمن له الحكومات معاملة عادلة يأخذ بمقتضاها من ناتج عمله جزاء ما أجتهد ، وعرق وبذل وسهر .. حينئذ تزدهر المجتمعات العربية وتنهض بازدهار أفرادها ونهوضهم فإن الأمور قد اختلطت ، وان الأصوات قد بحت ، وأن الأقلام قد جفت أحبارها .. ولم نعد ندري من مخرج من هذه الحالة وكما قلت اذا : (ظلت القافلة فافضل ما تفعله هو العودة الى حيث انطلقت " إلا أننا قد نواصل الدعاء عسى الله أن يهدينا ويهدي أبناء وطننا سواء السبيل .
فالله الموفق وهو الهادي الى سواء السبيل ،،   


الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب