شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

(الإبداع الإعلامي العربي لكي يكون جديراً بالتشجيع قادراً على المنافسة، فإنه ينبغي أن يوجَّه عنايته إلى ترقية الإنتاج والبرامج الإعلامية على اختلاف صورها المطبوعة والمسموعة والمرئية، لتقف صامدة في مواجهة الغزو الثقافي والإعلامي الخارجي، مجتذبة مشاهدينا ومستمعينا وقراءنا مكتسبة ثقتهم).

 أحاديث في الاعلام

ماذا نفعل في العشر الأواخر من رمضان؟

محمد عبده يماني

هكذا أوشك رمضان أن ينتهي، ولم تبق منه إلا أيام معدودات ، فبسرعة خاطفة انتهى عشر الرحمة، وبسرعة أشد انتهى عشر المغفرة، وهذا عشر العتق من النار قد أوشك أن ينتصــف، ولم يبق على رحيل الشهر العظيم المبارك إلا أيام معدودات، ثم يلقي على عباد الله الصائمين تحية الوداع ويرحل قائلا: قد حللت بينكم ضيفا فأكرمتموني فأكرمكم الله، وأجزل لكم المثوبة وضاعف لكم الأجر أضعافا كثيرة، والموعد العام القادم وكما يقول أهل مكة المكرمة: "يا بخت من تجمل".

إنها التحية المفعمة بدموع فراق الأحبة، وكذلك الصائمون يودعون شهرهم بالدموع والعبرات على أيام قضوها في طاعة الله، وساعات رفعوا أيديهم بالدعاء لله عز وجل وصفوا أقدامهم فيها لله يناجونه بكلماته، ويتعبدونه في بيوته ويستغفرونه بالأسحار، ويتلون آياته آناء الليل وآناء النهار، ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا. ويبرز أمامنا سؤال كبير: ما هو أفضل ما يمكن أن نفعله في هذه الأيام المباركة، ونأخذ بأيدي أهلينا وأولادنا أن يفعلوه؟.

لا شك أن خير ما يفعله المسلم هو أن يقتدي بصاحب الخلق العظيم أسوة المؤمنيـن، وقائد الغر المحجلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي  كان اذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر، التماسا لليلة القدر واستعدادا للتعرض لنفحاتها وبركاتها ورحماتها. فإذا كان الرسول الكريم سيد ولد آدم وصاحب المقام المحمود والشفاعة العظمى يفعل هذا، فنحن أحوج إلى ذلك وهو صلى الله عليه وسلم أسوتنا وقدوتنا، فواجبنا أن نحيي هذه الليالي المباركات، ونصــف فيها الأقدام لله قائمين راكعين ساجدين منيبين متذللين، وأن تكون لنا همم العابـدين الذين لا يعبأون بتعب ولا سهر، ولا يلتفتون لدنيا فانية، لو كانت تساوي عنـد الله جنـاح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء.. وأن نعلم أن ليلة القدر ليلة مباركـة عظيمة، من حرم خيرها فقد حرم، ومن نالته بركاتها فقد غنم، وظفر بما لا يظفر بمثله من غير هذه الأمة من قضى ألف شهر في جهاد متصل وعبادة دائمـة، فيالها من ليلة قال فيها الغني الكريم والغفور الرحيم: {ليلة القدر خير من ألف شهر. تنـزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر. سلام هي حتى مطلع الفجر.} ويا لها من ليلة قال فيها العزيز الوهاب: {إنا أنزلناه في ليلة مباركه إنا كنا منذرين. فيها يفرق كل أمر حكيم. أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين. رحمة من ربك إنه هو السميع العليم.} وقد أخبرنا عز وجل أن رحمته خير من الدنيا وما عليها، فقال: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}.

وما دام الأمر كذلك فحري بنا أن نكون في ما بقي من هذه العشر كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إحياء لهذه الليالي، وإيقاظا للأهل والأولاد، وجدا واجتهادا في الطلب، وأن نكون فيما تبقى من الشهر كما كان صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام، وأن نأخذ بيد أهلينا وأولادنا ومن هم تحت أيدينا من الخدم والعمال إلى الطاعات، ونروضهم على تهذيب النفوس بعمل الصالحات.

ومما ينبغي التنبيه  إليه في هذا الموسم العظيم هو إيتاء الزكاة وفعل الصدقات، والإحسان إلى أصحاب الحاجات من الفقراء والمساكين، ولنبدأ بأرحامنا وجيراننا، والمقيمين معنا في هذه البلاد المباركة من المواطنين والمقيمين، ومن الخدم والعاملين الذين لا يجـدون ما يغنيهم ويغني من يعولون من الآباء والأمهات والأولاد والأزواج، فإن حقوقهم علينا واجبة، فهذه أيام تضاعف فيها الحسنات أضعافا لا تقف عند سبع مئة، بل تتجاوز ذلك إلى مالا يعلمه إلا الله وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. 

وكان من هديه صلى الله عليه وسلم الاعتكاف في العشر الأخير من رمضان، ينقطع فيه تمام الانقطاع للعبادة من الصلاة والتلاوة والذكر والاستغفار تهيئا واستعدادا لليلة القدر، فلا يأوي إلى أهله ولا يطأ لزوجة فراشا. عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر.  ولم يكن يخرج من معتكفه إلا إلى بيته لقضاء حاجته وتجديد وضوئه، وكان إذا دخل بيته لذلك لا يقرب أهله بشيء في ليل ولا نهار لأنه لا يحل للمعتكف من أهله شيء، كما قال الله تعالى: {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد…} . أما طعامه وشرابه فكان يأتيه إلى معتكفه في المسجد، ولم يكن يخرج من المسجد مدة اعتكافه.. عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: السنة على المعتكف أن لا يعود مريضا ولا يشهد جنازة ولا يمس امرأة ولا يباشرها ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد منه، ولا اعتكاف إلا بصوم ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع.  وبمناسبة الحديث عن اعتكافه صلى الله عليه وسلم ، لابد من وقفة يتذكر بها القارىء الكريم هذه السنة، وعلينا أن نعلم ان الاعتكاف يعني تمام الانقطاع للعبادة والتلاوة والذكر والاستغفار، والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في اجتهاده في العبادة وتعليم امته التمـاس ليلة القدر، والفوز منها بالمغنم الرابح بعد الاستعداد لها ليكون المعتكف على أتقى ما يكون لله، وأقرب ما يكون من الله عز وجل، لما يكون عليه من البر والتقوى والإحسان: {أنهم كانوا قبل ذلك محسنين. كانوا قليلا من الليل ما يهجعون.. وبالأسحار هم يستغفرون}. 

وهكذا نرى حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الاجتهاد في عبادة الله في العشر الأواخر من رمضان.. عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره"  وذلك لما في هذه الأيام المباركة من الكرم الإلهي والعطاء الكبير الذي لا يتسع له خيال ولا يحيط به تصور، فأكرم به من فضل، وأعظم به من عطاء.

إيقـاظـه أهلـه:

ولم يكتف رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيام ليالي العشر الأخيرة من رمضان والاعتكاف في المسجد، بل كان يدعو أهله إلى ذلك.. روى الطبراني: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان وكل صغير وكبير يطيق الصلاة".

وإيقاظ أهله للصلاة من سنته صلى الله عليه وسلم في رمضان وغير رمضان، فقد ورد في الصحيحين: "إنه صلى الله عليه وسلم كان يطرق باب فاطمة وعليا ليلا فيقول لهما: ألا تقومان فتصليان". وكان يوقظ عائشة بالليل قبل أن يوتر، لتقوم من الليل ولو يسيرا.. فلا تفوتها فضيلة القيام.

وقد ورد عنه ترغيب كل من الزوجين بإيقاظ صاحبه للصلاة ليلا، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء. رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء". 

وكان عمر رضي الله عنه يصلي من الليل ما شاء الله، فإذا انتصف الليل أيقظ أهله للصلاة وهو يتلو: "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها. وكانت امرأة بعضهم تقول له: قد ذهب الليل وبين أيدينا طريق بعيد وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا… ونحن قد بقينا.

وهكذا كان رمضان في حياة المسلمين مدرسة تربوا فيها على الاستعلاء على الشهوات مهما عظمت وأغرت، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وتنافسا في طلب الآخـرة، حتى بلغ بهم الأمر عندما مشوا في كتائب الجهاد، وساحوا في جيوش الفتوح أنـهم لم يدعـوا الصيام والقيام، فهذا هرقل يسأل كبار مستشاريه وعظماء قواده عن سر انتصار المسلمين على الروم وهم الأكثر عددا وعددا أضعافا كثيرة، فأجابه أحدهم: "نـحن ننهزم وهم ينتصرون من أجل أنهم يقومون الليل ويصومون النهار، ويوفون بالعهد، ويأمـرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويتناصفون بينهم، أما نحن فنشرب الخمر ونركب الحرام وننقض العهود ونظلم.."

 

فما أحوج المسلمين في هذه الأيام إلى هذه التربية العظيمة التي تجعل من المسلمين أمة واحدة، تستعلي على كل الشهوات لتكون بحق خير أمة أخرجت للناس.

ماذا نفعل
 في العشر الأواخر من رمضان؟
محمد عبده يماني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هكذا أوشك رمضان أن ينتهي، ولم تبق منه إلا أيام معدودات ، فبسرعة خاطفة انتهى عشر الرحمة، وبسرعة أشد انتهى عشر المغفرة، وهذا عشر العتق من النار قد أوشك أن ينتصــف، ولم يبق على رحيل الشهر العظيم المبارك إلا أيام معدودات، ثم يلقي على عباد الله الصائمين تحية الوداع ويرحل قائلا: قد حللت بينكم ضيفا فأكرمتموني فأكرمكم الله، وأجزل لكم المثوبة وضاعف لكم الأجر أضعافا كثيرة، والموعد العام القادم وكما يقول أهل مكة المكرمة: "يا بخت من تجمل".
إنها التحية المفعمة بدموع فراق الأحبة، وكذلك الصائمون يودعون شهرهم بالدموع والعبرات على أيام قضوها في طاعة الله، وساعات رفعوا أيديهم بالدعاء لله عز وجل وصفوا أقدامهم فيها لله يناجونه بكلماته، ويتعبدونه في بيوته ويستغفرونه بالأسحار، ويتلون آياته آناء الليل وآناء النهار، ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا.
ويبرز أمامنا سؤال كبير: ما هو أفضل ما يمكن أن نفعله في هذه الأيام المباركة، ونأخذ بأيدي أهلينا وأولادنا أن يفعلوه؟.
لا شك أن خير ما يفعله المسلم هو أن يقتدي بصاحب الخلق العظيم أسوة المؤمنيـن، وقائد الغر المحجلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي  كان اذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر، التماسا لليلة القدر واستعدادا للتعرض لنفحاتها وبركاتها ورحماتها.
فإذا كان الرسول الكريم سيد ولد آدم وصاحب المقام المحمود والشفاعة العظمى يفعل هذا، فنحن أحوج إلى ذلك وهو صلى الله عليه وسلم أسوتنا وقدوتنا، فواجبنا أن نحيي هذه الليالي المباركات، ونصــف فيها الأقدام لله قائمين راكعين ساجدين منيبين متذللين، وأن تكون لنا همم العابـدين الذين لا يعبأون بتعب ولا سهر، ولا يلتفتون لدنيا فانية، لو كانت تساوي عنـد الله جنـاح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء.. وأن نعلم أن ليلة القدر ليلة مباركـة عظيمة، من حرم خيرها فقد حرم، ومن نالته بركاتها فقد غنم، وظفر بما لا يظفر بمثله من غير هذه الأمة من قضى ألف شهر في جهاد متصل وعبادة دائمـة، فيالها من ليلة قال فيها الغني الكريم والغفور الرحيم: {ليلة القدر خير من ألف شهر. تنـزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر. سلام هي حتى مطلع الفجر.}
ويا لها من ليلة قال فيها العزيز الوهاب: {إنا أنزلناه في ليلة مباركه إنا كنا منذرين. فيها يفرق كل أمر حكيم. أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين. رحمة من ربك إنه هو السميع العليم.}
وقد أخبرنا عز وجل أن رحمته خير من الدنيا وما عليها، فقال: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}.
وما دام الأمر كذلك فحري بنا أن نكون في ما بقي من هذه العشر كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إحياء لهذه الليالي، وإيقاظا للأهل والأولاد، وجدا واجتهادا في الطلب، وأن نكون فيما تبقى من الشهر كما كان صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام، وأن نأخذ بيد أهلينا وأولادنا ومن هم تحت أيدينا من الخدم والعمال إلى الطاعات، ونروضهم على تهذيب النفوس بعمل الصالحات.
ومما ينبغي التنبيه  إليه في هذا الموسم العظيم هو إيتاء الزكاة وفعل الصدقات، والإحسان إلى أصحاب الحاجات من الفقراء والمساكين، ولنبدأ بأرحامنا وجيراننا، والمقيمين معنا في هذه البلاد المباركة من المواطنين والمقيمين، ومن الخدم والعاملين الذين لا يجـدون ما يغنيهم ويغني من يعولون من الآباء والأمهات والأولاد والأزواج، فإن حقوقهم علينا واجبة، فهذه أيام تضاعف فيها الحسنات أضعافا لا تقف عند سبع مئة، بل تتجاوز ذلك إلى مالا يعلمه إلا الله وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. 
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم الاعتكاف في العشر الأخير من رمضان، ينقطع فيه تمام الانقطاع للعبادة من الصلاة والتلاوة والذكر والاستغفار تهيئا واستعدادا لليلة القدر، فلا يأوي إلى أهله ولا يطأ لزوجة فراشا.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر. 
ولم يكن يخرج من معتكفه إلا إلى بيته لقضاء حاجته وتجديد وضوئه، وكان إذا دخل بيته لذلك لا يقرب أهله بشيء في ليل ولا نهار لأنه لا يحل للمعتكف من أهله شيء، كما قال الله تعالى: {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد…} .
أما طعامه وشرابه فكان يأتيه إلى معتكفه في المسجد، ولم يكن يخرج من المسجد مدة اعتكافه.. عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: السنة على المعتكف أن لا يعود مريضا ولا يشهد جنازة ولا يمس امرأة ولا يباشرها ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد منه، ولا اعتكاف إلا بصوم ولا اعتكاف إلا في مسجد ج.امع. 
وبمناسبة الحديث عن اعتكافه صلى الله عليه وسلم ، لابد من وقفة يتذكر بها القارىء الكريم هذه السنة، وعلينا أن نعلم ان الاعتكاف يعني تمام الانقطاع للعبادة والتلاوة والذكر والاستغفار، والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في اجتهاده في العبادة وتعليم امته التمـاس ليلة القدر، والفوز منها بالمغنم الرابح بعد الاستعداد لها ليكون المعتكف على أتقى ما يكون لله، وأقرب ما يكون من الله عز وجل، لما يكون عليه من البر والتقوى والإحسان: {أنهم كانوا قبل ذلك محسنين. كانوا قليلا من الليل ما يهجعون.. وبالأسحار هم يستغفرون}. 
وهكذا نرى حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الاجتهاد في عبادة الله في العشر الأواخر من رمضان.. عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره" 
وذلك لما في هذه الأيام المباركة من الكرم الإلهي والعطاء الكبير الذي لا يتسع له خيال ولا يحيط به تصور، فأكرم به من فضل، وأعظم به من عطاء.
إيقـاظـه أهلـه:
ولم يكتف رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيام ليالي العشر الأخيرة من رمضان والاعتكاف في المسجد، بل كان يدعو أهله إلى ذلك.. روى الطبراني: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان وكل صغير وكبير يطيق الصلاة".
وإيقاظ أهله للصلاة من سنته صلى الله عليه وسلم في رمضان وغير رمضان، فقد ورد في الصحيحين: "إنه صلى الله عليه وسلم كان يطرق باب فاطمة وعليا ليلا فيقول لهما: ألا تقومان فتصليان". وكان يوقظ عائشة بالليل قبل أن يوتر، لتقوم من الليل ولو يسيرا.. فلا تفوتها فضيلة القيام.
وقد ورد عنه ترغيب كل من الزوجين بإيقاظ صاحبه للصلاة ليلا، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء. رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء". 
وكان عمر رضي الله عنه يصلي من الليل ما شاء الله، فإذا انتصف الليل أيقظ أهله للصلاة وهو يتلو: "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها. 
وكانت امرأة بعضهم تقول له: قد ذهب الليل وبين أيدينا طريق بعيد وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا… ونحن قد بقينا.
وهكذا كان رمضان في حياة المسلمين مدرسة تربوا فيها على الاستعلاء على الشهوات مهما عظمت وأغرت، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وتنافسا في طلب الآخـرة، حتى بلغ بهم الأمر عندما مشوا في كتائب الجهاد، وساحوا في جيوش الفتوح أنـهم لم يدعـوا الصيام والقيام، فهذا هرقل يسأل كبار مستشاريه وعظماء قواده عن سر انتصار المسلمين على الروم وهم الأكثر عددا وعددا أضعافا كثيرة، فأجابه أحدهم: "نـحن ننهزم وهم ينتصرون من أجل أنهم يقومون الليل ويصومون النهار، ويوفون بالعهد، ويأمـرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويتناصفون بينهم، أما نحن فنشرب الخمر ونركب الحرام وننقض العهود ونظلم.."
فما أحوج المسلمين في هذه الأيام إلى هذه التربية العظيمة التي تجعل من المسلمين أمة واحدة، تستعلي على كل الشهوات لتكون بحق خير أمة أخرجت للناس.
الخوف من الفجوة
تهاويل
بيوتنا والحاجة الى الحب