شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية |
|
|
|
|
(علينا ألا ننسى أن قضية الحرية في المجال الإعلامي قضية مهمة وهي الحرية التي تلتزم مبادئ الإسلام التي علمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن المهم جدا أن تكون هناك حرية يتمتع بها رجل الإعلام في الإذاعة والتلفزيون والصحافة، وأن يكون مدركاً لأبعاد هذه الحرية ولأهميتها ولطريقة توظيفها في خدمة العمل الإسلامي وخدمة الأمة الإسلامية وخدمة بلاده ووطنه، وحدود ومسؤولية هذه الحرية).   أحاديث في الاعلام
|
حتى الجماد والحيوان أحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم
محمد عبده يماني
سبحان الله هذا الرب الكريم الذي أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكرمه وكرمه ورفع شأنه وحببه الى خلقه.. إلى كل خلقه من بشر وشجر وحجر وحيوان كلهم أحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر الله.. حتى أن بعضهم من الحب سبح بين يديه، والبعض سلم عليه، والبعض الآخر سجد بين يديه. ومن ينظر في هذه المسألة يرى من خلالها مكانة هذه الحبيب.. الرسول العظيم والنبي الكريم عند ربه، وعظيم قدره، ورفعة شأنه، وقد نقل إلينا الصحابة الثقات صورا من حب الحيوان والجماد لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومسألة حب الحيوان والجماد لرسول الله صلى الله عليه وسلم جانب مهم لأنه يرينا كيف أن هذه المخلوقات وهي غير عاقله ولا مكلفة أحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الأمثلة المهمة على ذلك محبة جبل أحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا بقوله "هذا أحد، جبل يحبنا ونحبه" فهذا الجبل الصامد احب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الله قد غرس فيه حب المصطفى وكما يقول الشيخ المحدث الدكتور/ خليل ملا خاطر "ومن نظر الى جبل احد لايجد فيه - من حيث الظاهر – ما يفرقه عن غيره من الجبال، بل قد يكون دون غيره بكثير، فلا شجر ولاماء ولاخضرة لديه، لذا قل ان يثير ما يحب لأجله. فلما غرس الله سبحانه وتعالى فيه محبة النبي صلى الله عليه وسلم، بادله النبي صلى الله عليه وسلم نفس الحب والشوق. كما أن في هذا النص إظهارا لمكانة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث غرس الله سبحانه وتعالى في الجمادات حبه، والشوق اليه.. مع ما في الجبال من يبوسة وفظاظه وقوة وصلابة وكثافة. فإذا كانت الجمادات - والمتمثله بالجبال في هذا الحديث - وهي التي لا تعقل ولا تدرك في الظاهر، قد أسكن الله سبحانه وتعالى فيها محبة نبيه وصفيه وحبيبه صلى الله عليه وسلم.. فما أدل هذا على محبة الله سبحانه وتعالى لنبيه عليه وآله الصلاة والسلام ورفعة مكانته عليه وآله الصلاة والسلام وإذا كانت الجمادات وهي التي لا تعقل ولا تدرك، وغير مكلفة في الظاهر ومع هذا تحبه صلى الله عليه وسلم، فكيف يكون الإنسان العاقل المدرك المكلف والمأمور. وهناك قضية حنين الجذع اليه صلى الله عليه وسلم فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم - قبل صنع المنبر الشريف - يخطب قائما معتمدا على جذع نخل منصوب على يمين المحراب اليوم فإذا طال وقوفه صلى الله عليه وسلم، أو شعر بتعب، وضع يده الشريفة على ذلك الجذع. فلما كثر عدد المصلين، وضاق المسجد بأهله، بحيث لم يعد يرى - من صلي في اخر المسجد او من كان جالسا في اخره - رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا وقف في مقدمة المسجد، اضافة الى تقدم سن النبي صلى الله عليه وسلم، مما جعل الصحابة رضـي الله عنهم يشفقون عليه صلى الله عليه وسلم اذا طال وقوفه، لذا أشار عليه بعضهم ان يصنعوا له منبرا، فوافق صلى الله عليه وسلم على ذلك، فصنعوه من طرفاء الغابة. فلما وضع للنبي صلى الله عليه وسلم المنبر في موضعه، وخرج صلى الله عليه وسلم من باب الحجرة الشريفة، يوم الجمعة يريد المنبر، ليخطب عليه، فلما جاوز الجذع الذي كان يخطب عنده، ولم يقف عنده، وصعد المنبر، واذا بالجذع يحن إليه بصوت يسمعه كل من كان في المسجد، حتى ارتج المسجد، ولم يهدأ فتأثر الصحابة رضي الله عنهم، وتعجبوا لذلك تعجبا شديدا. هذا الجذع اليابس يحن ويصيح.. نعم. نزل النبي صلى الله عليه وسلم عن المنبر، وأتى الجذع، فوضع يده الشريفة عليه ومسحه، ثم ضمه صلى الله عليه وسلم بين يديه الى صدره الشريف حتى هدأ.. ثم خيره صلى الله عليه وسلم - بأن سارره وهو الجماد الميت - بين أن يكون شجرة في الجنة؛ تشرب عروقه من أنهار الجنة وعيونها، ويأكل منه المؤمنون فيها، وبين أن يعود شجرة مثمرة في الدنيا.. وذلك بأن يعيده إلى بستانه الذي كان فيه، فيثمر من جديد ويأكل منه المؤمنون؟. فاختار الجذع المشوق الحنان أن يكون شجرة في الجنة، فقال عليه الصلاة والسلام: "أفعل إن شاء الله، أفعل إن شاء الله، أفعل إن شاء الله" فسكن الجذع. ثم قال:" صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو لم التزمه لبقي يحن إلى قيام الساعة شوقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم " كما جاء في عدد من الاحايث (1). هذا جماد ابتعد عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمتارا أربعة أو خمسة، فلم يتحمل هذا البعد، ولم يطقه، يبكي ويحن شوقا اليه صلى الله عليه وسلم، وحزنا على فراقه صلى الله عليه وسلم، ولم يهدأ حتى ضمه صلى الله عليه وسلم وخيره. ثم هذا حجر وتلك شجرة تسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحبه وتعرفه فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن" رواه مسلم. وفي رواية عند أحمد والترمذي والبيهقي "كان يسلم على ليالي بعثت".. وهذا السلام من هذا الحجر يوضحه حديث علي رضي الله عنه، وان كان الحجر لم يتفرد بالسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، بل كان يشاركه الجبل والشجر. فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، فخرجنا معه في بعض نواحيها، فمررنا بين الجبال والشجر، فلم نمر بشجرة ولا جبل، إلا قال: السلام عليك يا رسول الله.. وفي لفظ "فجعل لا يمر على شجر ولا حجر إلا سلم عليه" وفي لفظ للبيهيقي" فما استقبله شجر إلا قال له السلام عليك يا رسول الله". وفي لفظ له ايضا: لقد رأيتني أدخل معه - يعني النبي صلى الله عليه وسلم فلا يمر بحجر ولا شجر إلا قال: السلام عليك يا رسول الله، وأنا أسمعه. رواه الترمذي وحسنه، والحاكم وصححه، وأقره الذهبي والدارمي وأبو نعيم والبيهقي. ففي هذه النصوص: لا يمر بحجر ولا شجر ولا جبل ولا مدر الا وسلم عليه صلى الله عليه وسلم. ومن الملاحظ في حديث جابر بن سمره رضي الله عنه، الذي سمع السلام هو والنبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان بمفرده أما في حديث علي رضي الله عنه، فقد سمعه علي رضي الله عنه ومن معه، إضافة إلى سماع النبي صلى الله عليه وسلم، فهو نطق صريح من هذه الجبال والأشجار والأحجار في سلامها على النبي صلى الله عليه وسلم . كما روي أهل السير أن النبي صلى الله عليه وسلم، حين أراد الله عز وجل كرامته، وابتدأه بالنبوة، جعل لا يمر في شعاب مكة وبطون أوديتها، فيمر بحجر أو شجر ألا قال: السلام عليك يا رسول الله. ويلاحظ هنا صيغة السلام: السلام عليك يا رسول الله.. ولم يكن هذا السلام معروفا في الجاهلية.. فهي تعلم إذا إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.. لذا خاطبته بهذه الصيغة، فما بال فسقة الإنس والجن الذين لا يصلون عليه ولا يوقرونه. هذا عن الحجر والشجر الذي سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم: فعن يعلـي ابن مرة الثقفي رضي الله عنه قال: بينا نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنـزلنا منزلا، فنام النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت شجرة تشق الأرض، حتى غشيته، ثم رجعت إلى مكانها، فلما استيقظ ذكرت له ذلك، فقال: هي شجرة أستأذنت ربها عز وجل في أن تسلم علي، فأذن لها" - رواه أحمد والطبراني وابو نعيم والبيهقي، ورجال أحمد وابي نعيم والبيهقي رجال الصحيح وللحديث شواهد (2). ثم نأتي الى قضية هامه وهي تسبيح الطعام والحصى بين يديه صلى الله عليه وسلم حيث كان الطعام يسبح بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا لون من ألوان التعبير عن المحبة. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نعد الايات بركة، وانتم تعدونها تخويفا، وكنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فقل الماء، فقال: اطلبوا فضلة من ماء" فجاؤوا بإناء فيه ماء قليل، فأدخل يده في الاناء ثم قال:"حي على الطهور المبارك، والبركة من الله" فلقد رأيت الماء ينبع من بين اصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل - رواه البخاري. وفي رواية الإسماعيلي والترمذي والبيهقي - لهذا الحديث: كنا نأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن نسمع تسبيح الطعام. وهذا النص يدل على التكرار "كنا نسمع" والله تعالى أعلم. وفي رواية عنه رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فدعا بالطعام، وكان الطعام يسبح. - رواه ابن حبان بسند قوي. واذا كان في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان المسبح هو الطعام، فأنا نجد الحصى تسبح بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا، ولم يقتصر تسبيحها على كونها في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل سبحت في يد أبي بكر ويد عمر ويد عثمان رضي الله عنهم جميعا.. ولكن ذلك كان بسببه هوصلى الله عليه وسلم. والنبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر الحصيات - ظاهرا - ولكن الفعل أبلغ من القول (3). فعن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: إني لشاهد عند النبي صلى الله عليه وسلم في حلقة، وفي يده حصيات، فسبحن في يده - وفينا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي يسمع تسبيحهن من في الحلقة، ثم دفعهن النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فسبحن مع أبي بكر، يسمع تسبيحهن من في الحلقة، ثم دفعهن النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمر، فسبحن في يده، يسمع تسبيحهن من في الحلقة، ثم دفعهن النبي صلى الله عليه وسلم إلى عثمان، فسبحن في يده، ثم دفعهن إلينا، فلم يسبحن مع أحد منا.. - رواه ابو نعيم في دلائل النبوة - بإسنادين - أحدهما برجال ثقات - ورواه البزار بإسنادين أحدهما ثقات ورواه إبن أبي عاصم بإسناد جيد، ورواه البيهقي والبزار والطبراني في الأوسط، من طريق أخر.. وقال الهيثمي عن إسناد البزار الأول: اسناده صحيح.. وقال في موطن أخر.. رواه البزار بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات.. ورواه التيمي مختصرا ومطولا في الدلائل قلت وإسناد أبي نعيم الأول وإسناد البزار الثاني كافيان لصحة الحديث والله تعالى أعلم. ثم هناك موضوع تأدب الحيوانات معه صلى الله عليه وسلم فقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحش، فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لعب واشتد، وأقبل وأدبر، فإذا أحس برسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل، ربض فلم يترمرم، ما دام رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت، كراهية ان يؤذيه.. رواه أحمد - من طريقين - وأبو يعلي والبزار والطبراني في الأوسط وابو نعيم والبيهقي في الدلائل والدارقطني برجال الصحيح.. وقال ابن كثير - رحمه الله عن سند أحمد: هذا الإسناد على شرط الصحيح، ولم يخرجوه، وهو حديث مشهور والله تعالى أعلم. فهذا حيوان بهيم يحترم ويقدر - النبي صلى الله عليه وسلم ويبجله ويجله، ولا يزعجه بحركته، ولايؤذيه بلعبه واشتداده، فإذا احس بدخوله صلى الله عليه وسلم ربض ولم يتحرك، وهو حيوان.. فماذا يقال عن بعض جهلة المسلمين الذين يرفعون أصواتهم بالصراخ والصياح.. عند الحجرة الشريفة، وعند افتتاح أبواب الحرم في السحر، وفي الروضة الشريفة، وفي المناسبات؟ أسأل الله تعالى ان يلهم المسلمين الأدب الكامل معه ومع نبيه صلى الله عليه وسلم إنه قادر. وأذكر حادثة طريفة غريبة، تدل على مدى ادب الحيوانات واحترامها وتقديرها للنبي صلى الله عليه وسلم، مع أنها حصلت بعد وفاته صلى الله عليه وسلم. أخرج الحاكم ج3: 66 عن محمد بن المنكدر أن سفينه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ركبت البحر، فانكسرت سفينتي التي كنت فيها، فركبت لوحا من ألواحها، فطرحني اللوح في أجمة فيها الأسد، فأقبل الي يريدني، فقلت يا أبا الحارث، انا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم (زاد في رواية، كان من امري كيت وكيت، فأقبل الأسد) فطأطأ رأسة واقبل الي، فدفعني بمنكبه حتى أخرجني من الأجمة، ووقفني على الطريق، ثم همهم فظننت انه يودعني.. فكان ذلك أخر عهدي به.. رواه الحاكم وصححه على شرط مسلم وأقره الذهبي، والطبراني في الكبير، والبزار وعبد الرزاق في مصنفه، وأبو نعيم في الحلية والدلائل، البيهقي في الدلائل، والتيمي في الدلائل، وأبو يعلي، وعزاه السيوطي في الخصائص: لأبن سعد وأبن منده، إضافه لأبي يعلي والبزار والحاكم. قلت: ورجاله عند عدد منهم ثقات، وقد ورد عند اغلبهم عن محمد بن المنكدر عنه، لكن ورد عنه أيضا من طريق ابي ريحانه وقد قال ابن سيد الناس رحمة الله تعالى:والليث أذوى في سفينة مفردا بالروم في فيفاء قفر بلقــع مازال يكلؤه الى ان دلــه عند الامان على سواء المشرع فإذا كان الأسد - ويظهر إنه كان جائعا لأنه جاء يريده عندما سمع من سفينة رضي الله عنه إنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان منه ألا أن طأطأ رأسه وتأدب، ثم لم يكتف بذلك، بل بقي يسير معه ويوجهه من مكان لآخر، واذا سمع صوتا ذهب اليه، ثم عاد الى سفينة رضي الله عنه، حتى أوصله الى الطريق الذي فيه الجيش الذي كان قد ابتعد عنه. هذا حيوان مفترس متوحش.. وفعل هذا الفعل، فماذا يقول المسلمون المقصرون وفعل الأسد إنما هو بإذن الله تعالى قذف في قلبه ونفسه التأدب والاحترام {وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله} (النساء 74) (4). على أن الله سبحانه سخر لصحابة نبيه صلى الله عليه وسلم الحيوانات والجماد إكراما لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، أمر عليها عاصم إبن أبي الأقلح رضي الله عنه. الحديث بطوله في قصة خبيب بن عدي رضي الله عنه وفيه: ان عاصما قال: لا أنزل في ذمة مشرك وكان قد عاهد الله أن لا يمس مشركا ولا يمسه مشرك فأرسلت قريش ليأتوا بشيء من جسده، وكان قتل عظيما من عظمائهم يوم بدر، فبعث الله عليه مثل الظلة من الدبر فحمته منهم، ولذلك كان يقال: حمى الدبر " . وعن عروة في تلك القصة: أراد المشركون أن يقطعوا رأسه فيبعثوه إلى المشركين بمكة، فبعث الله الدبر تطير في وجوه القوم وتلدغهم فحالت بينه وبينهم أن يقطعوا رأسه. كذلك ذكر صاحب شرعة الإسلام أن أبا علاء الحضرمي رضي الله عنه كان على رأس سرية وإنهم ضلوا في الصحراء وليس معهم ماء، فوقف قائلا ياحليم ياعليم يا علي يا عظيم أنا في طاعتك وطاعة رسولك، إسقنا، فما ذهبوا كثيرا حتى مروا على جدول ماء صاف فشربوا وتوضئوا وملئوا أسقيتهم وأوعيتهم وطبخوا ثم ارتحلوا، ونسي أحدهم متاعا عند الماء فرجع فلم يجد قطرة ماء. كذلك روي أانهم تعرضوا لمضيق حال بينهم وبين المسير لمقصدهم في الجهاد في سبيل الله، فوقف وقال: يا حليم ياعليم، يا علي يا عظيم انا في طاعتك وطاعة رسولك أجزنا، وأمر الصحابة ان يخوضوا، فخاضوا وانتقلوا للطرف الآخر. وكذلك روي عن سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه بعد وقعة القادسية عندما اراد التوجه للمدائن حال نهر دجلة بينهم وبين العدو، فوقف قائلا: ما اظن ان دجلة يعصي الله وامرهم بالخوض في الماء، فخاضوا وانتقلوا الى الضفة الثانية ولم يصابوا بسوء ولا نقص لهم متاع. هذه بعض صور المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل الجمادات والحيوانات والنباتات.. وكلها تدل على عظمة الله عز وجل الذي ذلل هذه المخلوقات ووضع فيها الحب لهذا النبي الكريم والرسول العظيم عليه افضل الصلاة والتسليم وهي وان كانت خارقة للعادة.. إلا أنها لا تستغرب ولا تستكثر في حق مقلب القلوب عز وجل والفعال لما يريد الذي بيده ملكوت كل شىء سبحانه وتعالى.. الذي احب رسوله صلى الله عليه وسلم.. وعلمنا حبه وأمرنا بهذا الحب.. وجعل فيه النجاح والفلاح.. واوضح انه يبدأ بالاتباع.. والخضوع والانقياد لمنهج الله الذي جاء به صلى الله عليه وسلم.. ومن هنا كان واجبا ان نحبه ونعلم اولادنا حبه.. ونأخذ بأيديهم لدارسة السيرة النبوية العطرة.. ولقد فرحت كثيرا وانا ارى بعض جامعات المملكة تبدأ بتطبيق عملية تدريس السيرة النبوية لجميع الطلاب كمادة أساسية فالحمد لله رب العالمين وأسأل الله ان ينفع بها ويوفقنا الى مزيد من العناية بهذه السيرة النبوية العطرة له صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطيبين الطاهرين.. وصحابته الكرام البرره والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل. ولا شك أن السيرة زاخرة بالفضائل.. والعظات والكرامات.. والدلائل على مكانته ومكانة أصحابة ولكن المهم.. كيفية تدريسها.. ومنهج معالجتها.. والذين يقومون بتدريسها.. حتى تحصل الفائدة ويتم النفع خاصة لشباب هذه الأمة وشاباتها في مثل هذه المرحلة الهامة من حياتهم.
__________________________________________________________1،2،3،4 نقلا عن كتاب "محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الإنسان والجماد للشيخ الدكتور/ خليل ملا خاطر.
|
|