شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

لابد من الاهتمام بقضية التسرب الحاصل في مراحل التعليم المختلفة والتي اخذت تتزايد بشكل يؤدي الى اهدار رأس المال البشري فنحن نغفل عنها ولا ندرسها ولا نتابعها ونمر بها مرورا عابرا ولا توجد جهات تعمل على اعادة توجيههم وتدريبهم للاستفادة منهم في القطاعات المختلفة .

 السعودة وجها لوجه

الشيخ عبد الله خياط

    هناك رجال تركوا بصمات واضحة في علمهم وأدبهم وخلقهم مع الناس ، وما زلنا نذكرهم بالخير ، وقد فرحت وأنا ارى ابنه فضيلة الدكتور اسامة عبد الله خياط وهو يخطب في المسجد الحرام ، فذكرني بمآثر والده فقد كان رجل على خلق ومن الذين يألفون ويؤلفون.

    عرفناه عفيفا كريما طاهر اللسان، وكان ممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ولايزال نموذجا طيبا لما يجب أن يكون عليه الداعية، وصورة حسنة قدوة صالحة لما يجب أن يكون عليه أئمة المساجد وخطباؤها.. فهو رجل يوجز في الكلام ويختصر الحديث ويحرص على أن يأخذ بمجامع القلوب، وهو يتحدث ولكنه يراعي أن في الناس الضعيف والعاجز والمريض، وهو إذا صلّى في الناس خفف اتباعا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم: "من أم الناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة".

والشيخ عبد الله عبد الغني خياط عمل إماما وخطيبا للمسجد الحرام، وعضوا بلجنة الثقافة الإسلامية بالرابطة وبهيئة كبار العلماء، وكان دائماً رافد خير، ومعينا على اتباع سيرة السلف الصالح رضوان الله عليهم جميعا.

وقد قام حفظه الله بتأليف عدد من الكتب التي خدمت أهدافاً طيبة ويسرت للناس وخصوصا كتابه "التفسير الميسر" وكتاب "ماذا يجب أن يعرف المسلم" و "مبادئ السيرة النبوية" وهو جزءان و "دليل المسلم". كما أحسن في طبع سلسلة خطبه في المسجد الحرام، والتي استفاد منها الكثير من الأئمة الذين يحتاجون لمثل هذه الخطب المختصرة الزاخرة بالمعاني الطيبة واشتملت على آيات قرآنية كريمة وأحاديث نبوية شريفة وأقوال طيبة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعض التابعين..
وقد علمت أيضا أن له كتبا تحت الطبع نسأل الله أن يمد في عمره ليخرجها إلى الناس مثل كتاب "التربية الاجتماعية في الإسلام" وكتاب "عدل الإسلام وجور الشيوعية" وكتاب "في دروب التكامل الاجتماعي" وكتاب "السلبية والإيجابية في الصوم" وكتاب "في محيط الأسرة"..

وهذه الكتب والمقالات إذا أخرجت لا شك أنها ستكون إن شاء الله ذات فائدة لهذا الجيل الذي يتطلع إلى كلمة طيبة وقول مأثور في قالب سهل يسير..

والشيخ عبد الله خياط ، يعتبر رائداً من رواد التربية في هذه البلاد، فقد شارك منذ فجر النهضة في العمل بالتدريس والعناية ببرامج التعليم، وأسأل الله أن يثيبه على فضل تسجيله للقرآن الكريم بصوته الخاشع الرائع الذي يبعث على الخشوع حتى لا يتمالك السامع نفسه عن البكاء تأثراً بمعاني الآيات الكريمة ، وقد رفض حفظه الله أن يتقاضى عليه أجرا ، فبارك الله له فيه فانتشر في أنحاء الدنيا كلها يوزع لوجه الله تعالى..

ولا شك أن للشيخ عبد الله خياط مكانة كبيرة عند الناس ، لما يتصف به من هدوء في الطباع وسمو في الأخلاق وحرص على اتباع السلف الصالح، فهو سلفي بنشأته ومن المهتمين بقضايا العلوم الشرعية وتيسيرها للناس.

أسأل الله أن يجزيه خير الجزاء وأن يبارك في عمره، وأن يجعل من خلفه من يحمل الراية ويواصل الجهاد، ولنا في ابنائه البررة ما يطمئن إن شاء الله إلى مواصلة هذه المسيرة الطيبة، ففيهم العلماء والفقهاء والأطباء، وقد أعجبت بالأخ الدكتور عبد الرحمن عبد الله خياط وهو يقدم والده في ليلة الاحتفاء به في نادي مكة الأدبي فكان ثابت الجنان هادئ الإيقاع متمكناً ، أسأل الله أن يبارك للشيخ ولنا جميعا في أبنائه وأبنائنا ويبارك في أبناء هذا الجيل، ويخرج منهم الكثير الطيب ويجزي أمثال الشيخ عبد الله خياط خير الجزاء فقد كانوا قدوة حسنة لطلبتهم ولاتباعهم ولتلاميذهم..