شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

(علينا ألا ننسى أن قضية الحرية في المجال الإعلامي قضية مهمة وهي الحرية التي تلتزم مبادئ الإسلام التي علمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن المهم جدا أن تكون هناك حرية يتمتع بها رجل الإعلام في الإذاعة والتلفزيون والصحافة، وأن يكون مدركاً لأبعاد هذه الحرية ولأهميتها ولطريقة توظيفها في خدمة العمل الإسلامي وخدمة الأمة الإسلامية وخدمة بلاده ووطنه، وحدود ومسؤولية هذه الحرية).

 أحاديث في الاعلام

مقام سيدنا إبراهيم

تحدثت في الحلقة الماضية عن الآثار ووجوب الاهتمام بها ورعايتها ، وخصصت الحديث عن تلك الآثار الموجودة اليوم داخل الحرم المكي ، ومنها مقام ابراهيم عليه السلام وهو يحتضن الحجر الذي كان يقف عليه الخليل ابراهيم عليه الصلاة والسلام اثناء بناء البيت ، وعند الأذان في الناس في الحج حيث كان يستقبله في صلاته عند الباب واثر اقدامه عليه الصلاة والسلام محفورة عليه، وهو محل مغفرة لمن صلى خلفه ونزل فيه ، قول الله عز وجل : { واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى } .
وهذا المقام يعتبر مكان ومكين كما يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله ، أي انه يحتضن الحجر الذي وقف عليه سيدنا ابراهيم ، ولكن المكان نفسه له نفس المكانة ، وقد ذكر الاستاذ عبد العزيز الرفاعي رحمه الله في بعض احاديثه التي كنا نحضرها في منزله في الرياض بأن هذا الحجر كان يُدخل الى الكعبة في المساء مخافة عليه من العبث والمفتاح لدى آل الشيبي ، فلا يخرج الا بإذنهم كما ذكر بأن سدنة البيت كانوا يأخذون الحجر ويضعون فيه ماء زمزم ثم يقدم لشريف مكة ليشرب منه كعادة اعتادوها عليها في ذلك الوقت ، ثم يعاد الحجر الى مكانه .

    وهو موقع من المواقع المهمة والخالدة في داخل الحرم المكي الشريف ومن الواجب التعريف به بين وقت وآخر وخاصة في المناهج الدراسية  هو وامثاله وما يماثله من الآثار الكريمة وكان هذا الحجر يوضع بين الأعمدة الثلاثة الخشبية التي كانت تحمل سقفي الكعبة المشرفة وهو من عمل عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ، وقطر كل منهما ذراع تقريبا ، والمسافة بين كل عمودين 2.5مترا كما كان هناك اثر يعرف بجُب الكعبة المشرفة وهو حفرة على يمين الداخل للكعبة في جوفها جعلها ابونا ابراهيم ثلاثة اذرع لتكون مستودعا لما ُيهدى للكعبة ، وقد ظلت باقية الى عهد عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ثم ازيلت وتحولت الى خزانة الكعبة ، واستعيضت عن ذلك بمشاجب ومعاليق للهدايا التي ترسل للكعبة ، وهناك ميزاب الكعبة وقد جُُعل مصبه الى حجر اسماعيل عليه السلام وبقي الى عهد عبد الله بن الزبير ثم جعل عليه الوليد بن عبد الملك صفائح من ذهب ، ثم اصبح يجدد ، وآخر ميزاب كان من اهداء السلطان عبد المجيد خان عام 1273 هـ وقد رممه واصلحه واعاد طلاؤه الملك سعود رحمه الله ثم عند اعادة ترميم الكعبة الذي تم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك خالد بن عبد العزيز ، والملك فهد بن عبد العزيز تم اصلاحه وطلاؤه بطلاء جديد من الذهب .

وعلى أي حال فان هناك الكثير من الآثار مثل المعجن والشاذروان ومصطبة الحراسة تستحق الوقوف عندها وتبسيطها لأولادنا ، وقد جمعتها مصادر تاريخية موثوقة ، ومن واجبنا العناية بها ورعايتها واطلاع العالم الاسلامي عليها وتسليط الضوء الاعلامي على جوانبها وتعريف الحجاج والمعتمرين بها ليقفوا على تلك الآثار الخالدة لتاريخنا الاسلامي العظيم .