شاركنا على صفحاتنا الاجتماعية

(إن الإعلام قضية ورجل. فحين تكون القضية عادلة ويكون الرجل مؤهلاً للدفاع عنها بمهارة الخبير العارف وعبر قنوات متطورة فإن النجاح في المهمة الإعلامية يكون مضموناً ومكفولاً مهما برزت على الطريق من عقبات وصعاب).

 أحاديث في الاعلام

أهمية إحترام الصحابة وتوقيرهم

اود اليوم ان القي الضوء على اهمية احترام صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن هؤلاء الرجال تشرفوا بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم واسلموا على يده وجاهدوا معه وصبروا وشهد لهم القرآن بذلك عندما جاءت الآية : { مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } وجاءت الأحاديث الشريفة الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم شاهدة للصحابة بأنهم خير من عاش على الأرض بعد الأنبياء، وذلك بفضل صحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وشدة تأثرهم به، ومعرفتهم لأحواله في أخلاقه وعبادته وخشيته.. فكانوا بذلك أقرب النماذج البشرية تشبها به، واتباعا له، وقد سرت أحوالهم وأخلاقهم فيمن جاء بعدهم  وعاشرهم، وأخذ العلم  والإيمان والأخلاق عنهم، فكان هؤلاء أقرب الناس شبها بهؤلاء الصحابة، فلما جاء الجيل الذي بعدهم كان هذا الجيل أقرب فكانت هذه الأجيال الثلاثة خير القرون على الإطلاق، وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرية هذه الأجيال فقال: " خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم "  وفي رواية عن عبد الله بن مغفل : " خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " . وعن جابر رضي الله عنه : " ان الله اختار اصحابي على الثقلين سوى النبيين والمرسلين "   
    وقد اوجب رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأمة احترامهم وتوقيرهم فقال : " لاتسبوا اصحابي فلو ان احدكم انفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه " (1) وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انه قال : " ان الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد ، فاصطفاه وبعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب اصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه ، يقاتلون عن دينه "
    وعن وكيع قال : سمعت سفيان يقول في قوله تعالى : { قل  الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى } هم اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .
    قال ابن حجر : والاحاديث الواردة في تفضيل الصحابة كثيرة ، اكثرها دلالة على المقصود ما رواه الترمذي في سننه وابن حبان في صحيحه من حديث عبد الله بن مغفل قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الله الله في اصحابي لاتتخذوهم غرضا ، فمن احبهم فبحبي  احبهم ، ومن ابغضهم فببغضي ابغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك ان يأخذه " .
    ثم نقل عن ابن حزم قوله : " الصحابة كلهم من اهل الجنة قطعا ، قال الله تعالى : {لايستوي منكم من انفق من قبل الفتح ، وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى} وقال تعالى : {ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون} فثبت ان الجميع من اهل الجنة ، وانه لايدخل احد منهم النار ، لأنهم المخاطبون بالآية السابقة .
    وختاما فمن الواجب ان نتذكر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بهؤلاء الصحابة ووجوب احترامهم وتقديرهم لأنهم الصفوة الأولى والرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، ولا يصح بأي حال من الأحوال الاساءة اليهم بعد ان نبهنا صلى الله عليه وسلم : " الله الله في اصحابي لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه "

    والله من وراء القصد وهو الموفق والهادي الى سواء السبيل ،،